في رثاء وطن.. وأمي

> لن يتوقف الزمان عند وقت محدد أو زمن معين بعينه.. ولكن .. توقف قلب أمي عن النبض في لحظات بعد كفاح سنين طويلة قدمت من خلاله كل العطاء لوطنها وترابه ولي دون مقابل يطلب وعلى الرغم من أن القانون يكفله للمحاربين القدامى.

ساعات معينة كانت فارقة بين فرح عشناه وحققناه وبين تلك اللحظات التي غيرت معالم الفرحة وبهجتها، دق فيها ناقوس الحزن إعلان ميعاد مغادرة أمي لفرشها وبيتها وأجواء هذا البيت.

رحلة نضال وكفاح ومعاناة لأمي المرأة التي لم تغب عنها الشمس والنور في محياها. إنها السيدة الفاضلة الكريمة المحبة المبتسمة والوفية والحنونة أمي (فتحية سالمين عمر باسنيد) ابنة المغفور له سالمين عمر باسنيد صديق ورفيق عميد الصحافة العدنية وصاحب صحيفة "الأيام" الحبيبة وأهل باشراحيل الكرام وهي أخت كل من عايض وسند وبدر رحمهما الله تعالى وموتى المسلمين رفيقة درب أبي المحارب القديم المغفور له (فاروق مكاوي) رحمه الله تعالى.

إني أرثي اليوم أمي وأبي وكل محارب قديم، سواء بالسلاح أو بالرأي أو حتى بصبره على كل الظروف والمعاناة التي رافقت حياتهم إلى مماتهم. سواء من النساء أو الرجال الذين لم تسعفهم الحظوظ في تقلد مناصب وتحقيق الثراء من وراء مواقعهم التي استحوذوا عليها هم وحاشيتهم. ماتوا وهم صبورين يتجرعون ثمن كفاحهم ونضالهم ليس ضد المستعمر البريطاني الذي ترك وخلف مدينة حديثة ونظامًا إداريًّا عالي المستوى وبنية تحتية مازال البعض الذي لم يخرب منها على أيدي أبناء الثورة والسلطة باقية شاهدة على تلك الفترة التي غابت عنها الشمس.

وأقول لم يخسر هؤلاء الشجعان الصادقين أنفسهم ولا أبناءهم، بل شعروا بخسران وفقدان وطنهم وأمانيهم في تحقيق وطن يشمل الجميع ويؤمن بحق من ضاقت بهم سبل العيش في موازاة ما تم تقديمه بالمجان من حياة وبذل عطاء. التراب الوطني لا ينكر هؤلاء الذين ماتوا لأنهم جاؤوا منه وعادوا إليه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى