مرت أمس ( الثامن والعشرين من فبراير ) الذكرى السنوية ال 501 على الغزو
البرتغالي الغاشم لمدينة الشحر الباسلة التي قاومته بكل بسالة وشجاعة وقدمت
التضحيات الغالية والشهداء في معركة من أقدس المعارك البطولية في الدفاع
عن حياض وتراب الوطن.
تخلد مدينة الشحر حاضرة حضرموت هذه المناسبة في مثل هذا اليوم من كل عام تخليداً لمعركة الشهداء السبعة الذين قادوا المقاومة الشعبية لأبناء المدينة وفدوها بأرواحهم الغالية فداءاً لتراب الوطن الغالي.
وكنت أحرص سنوياً عندما كنت رئيساً على مشاركة المواطنين في الشحر هذه المناسبة التي نعتز ببطولات أبنائها الذين يأتون إليها من كل مكان ، والتي حولناها إلى ذكرى وطنية وأعراس شعبية وفنية تليق بهذا الحدث الكبير.
وكان الفقيد الكبير الباحث والمؤرخ محمد عبد القادر بامطرف قد أماط اللثام عن حقيقة الشهداء السبعة وتفاصيل الغزو البرتغالي للشحر والبطولات التي أجترحها أبناء المدينة في التصدي للغزو في كتابه الموسوم (الشهداء السبعة ) الصادر سنة 1974م فألقى الضوء على جزء مهم من تاريخ المقاومات الشعبية لأبناء شعبنا اليمني في هذا الجزء العزيز من وطننا الغالي الذي قاوم كل أشكال الغزو والعدوان عبر التاريخ وانتصر عليها.
فقال قولته المشهورة: نعم إنني أعمى، ولكنني أرى شيئاً واحداً وهو الطريق المؤدي إلى الحرية.
وهذا يدل على ماسبق و ما أكدناه مراراً أن الصراع الدولي على اليمن قديماً وحاضراً يعود الى الموقع الاستراتيجي لها في باب المندب والى جزرها في المحيط الهندي والبحر الأحمر والقرن الافريقي ، وتعرض بسبب ذلك لمحاولات احتلال عديدة، منها محاولة البرتغاليين هذه للشحر وسقطرى وعدن .
إن إحياء الشحر ذكرى الشهداء السبعة هذه السنة ككل السنوات الماضية إلهام يستمد منه شعبنا ومن دروسه ودروس التاريخ أن الغزو والاحتلال إلى زوال مهما ارتدى من لبوس وأعتمد على قوة غاشمة..فشعبنا عصي دوما على الغزاة والطغاة...
نامل أن يأتي العام القادم وقد تجاوز اليمن شمالا وجنوبا الحرب التي تعصف به منذ سنوات والتي ستدخل الشهر القادم عامها العاشر والتي لم يستفد منها إلا تجار الموت و الحروب في اليمن وخارجه، ونأمل أن ينعم بالسلام والوئام في كل ربوعه ، ويستعيد دولته وسيادته الوطنية على كافة أراضيه.
المجد والخلود للشهداء السبعة ولكل وشهداء الوطن.