وداعًا سعيد بامكريد

> انتقل إلى رحمة الله تعالى الزميل الصحفي والكاتب المعروف سعيد صالح بامكريد، الأحد، وأذيع خبر وفته في مدينة المكلا، والذي شكل صدمة كبيرة لنا ولكل محبيه ومعارفه ومتابعيه، وهو الرجل الذي عرف بالطيبة وحسن الأخلاق والهدوء والتعلق بالعبادة في كل حين.

سعيد بامكريد
سعيد بامكريد
ويعتبر الراحل سعيد بامكريد من الشخصيات الصحفية التي اتصفت بصفاء الذهن والمواكبة لكثير من القضايا الساخنة وكذا ما يتعلق بهواياته في الكتابة عن القصيدة الوطنية، والكتب التي تصدر، وأيضًا الاتجاه الديني الذي اتخذه رديفًا لقلمه في العمل الصحفي والإعلامي.

ومن أهم المواقف التي اتصف بها سعيد بامكريد هو حضوره البارز في منعطفات وطنية كثيرة، وكان جريئًا وصاحب موقف ومحاورًا ممتازًا، وخلال حياته الصحفية شارك في تأسيس أول صحيفة مستقلة بحضرموت وكان من ملاكها برفقة عدد من الزملاء، أبرزهم فؤاد بامطرف رحمهما الله، وكذا شغل مناصب صحفية، وأشرف على مجلة المكلا التابعة لمكتب الثقافة بساحل حضرموت، وعضوًا ناشطًا باتحاد الأدباء، وكذا في نقابة الصحفيين، وكنت برفقته وعدد من الزملاء في رفض تمرير قانون الصحافة بعيوبه، وكان جريئًا وصادقًا وواضحًا حينها.

عاصر مراحل الرفض والمقاومة ما بعد حرب 1994م. وأولى بوادر الحراك وظهور المعارضة، ومثلما كان قبلها ينتقد الالتفاف على الديمقراطية، كان رأيه صلبًا لم يتغير بعد الحرب وتزاملنا معًا ومن لا ينكر هذا فترة المظاهرات والرصاص والاعتقالات وصمود زملاء جادين ومقاومين، أبرزهم فؤاد محمد بامطرف، وعلي عبدالله الكثيري، ومحسن العمودي، وعبدالمجيد وحدين، وحسن باعوم وغيرهم، وظل مواكبًا وهذا يحسب له رحمه الله.

لم يغادر الخندق وإن تقلبت الظروف لكنه بقي في صف الرفض والبحث عن تغيير سياسي في مصير الجنوب كله.

وأسعدني أن ارتبط معه بصداقة جميلة وعمل، وشجعني في كتابي عن تاريخ السينما، وحمل نسخًا منه إلى عدن، وكتب عن كتابي (أميرات المكلا) وأعطى نقدًا رائعًا لمحتوى الكتاب وأهمية صدوره.

رحل الصحفي المثقف والإنسان سعيد صالح بامكريد، وهو يحمل كثيرًا من المواقف لحضرموت، ولكل من عرفهم، ومازلنا نتذكر بجد كيف كان يفتتح أي حوار بجرأته ودون أن يخاف إلا ربه، رحمه الله رحمة واسعة، وتعازينا لأولاده وأهله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى