المسلمون في روسيا

> و ثاني أكبر دين في روسيا، في عام 2010 بلغ عدد المسلمين ما يقارب 16,379,000 مليون (11.7 % من المجموع الكلي للسكان)، ويتوقع أن يبلغ عدد المسلمين في عام 2030 ما يقارب 18,556,000 مليون (14.4 % من مجموع السكان الكلي). الإسلام معترف به بموجب القانون الروسي ومن قِبل القيادات السياسية باعتباره واحدًا من الديانات التقليدية في روسيا، وهو جزء من التراث التاريخي الروسي، وهو مدعوم ماليًا من قِبل الحكومة الروسية. يعود موقف الإسلام كدين رسمي في روسيا، جنبًا إلى جنب مع المسيحية الأرثوذكسية، إلى وقت كاترين الثانية التي مولت رجال الدين الإسلامي ومنحتهم المنح الدراسية من خلال جمعية أورينبورغ.تاريخ الإسلام في روسيا يشمل فترات من الصراع بين المسلمين والأغلبية الأرثوذكسية، وكذلك فترات من التعاون والدعم المتبادل.

واستنادًا إلى الإحصائيات التي يقدمها مركز بيو للأبحاث، من المتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى ما يقارب من 13% بحلول عام 2030 ونحو 17 % بحلول عام 2050.يشكل المسلمون أغلبية سكان جمهوريات باشكورستان وتتارستان في منطقة الفولجا، ويسود الإسلام بين القوميات في منطقة شمال القوقاز الفيدرالية التي تقع بين البحر الأسود وبحر قزوين الشركس والبلقار والشيشان والإنغوشيون القبرديون والقراشاي والعديد من شعوب داغستان. أيضًا في منتصف حوض الفولغا يقيم السكان من البلغار وباشكير، الغالبية العظمى منهم من المسلمين. تشمل المناطق الأخرى مع عدد ملحوظ من السكان المسلمين موسكو وأورنبرغ أوبلاست، بالإضافة إلى جمهوريات أديغيا وأوبلاست أستراخان في المنطقة الفيدرالية الجنوبية. هناك أكثر من 5000 منظمة إسلامية مسجلة، أي ما يعادل أكثر من سدس عدد المنظمات الدينية الأرثوذكسية المسجلة في روسيا (حوالي 29,268 اعتبارًا من كانون الأول/ديسمبر 2006).

تعود الاتصالات الأولى بين العالم الإسلامي والشعوب التي انضمت فيما بعد إلى الدولة الروسية، إلى القرنين السابع والثامن الميلادي.

وفي منتصف القرن السابع وصلت الفتوحات الإسلامية إلى شمال القوقاز وآسيا الوسطى. وبحلول مطلع القرن الثامن تمكن العرب من فرض سيطرتهم على جنوب القوقاز وما وراء النهر وخوارزم وفرغانة. وكان من بين نتائج الفتوحات إنشاء فضاء سياسي- اجتماعي موحد وانتشار واسع للدين الإسلامي فيه.

ولم يتوقف انتشار الإسلام بعد تفكك الخلافة كنظام حكم موحد في القرن التاسع، وهذا بفضل تعزيز العلاقات التجارية بين الشرقين الأدنى والأوسط ومناطق وسط أوراسيا بما فيها روسيا القديمة.

على الرغم من الخلافات والحروب التي كانت تندلع بين روسيا ومملكة البولغار، تشير المخطوطات الروسية القديمة إلى أن حاكم روسيا الأمير فلاديمير (تولى الحكم في عام 960 وظل على العرش حتى وفاته في عام 1015)، عندما قرر اعتناق إحدى الديانات السماوية، طلب من البولغار إرسال رجال دين يوضحون له مبادئ الدين الإسلامي، هذا بجانب المبشرين اليهود والمسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس. وعلى الرغم من أن فلاديمير اختار، في نهاية المطاف، المسيحية الأرثوذكسية، إلا أن من الواضح أنه فكر جديا في إمكانية جعل الإسلام دين الدولة في روسيا. وحسب «أخبار الأعوام الغابرة» أحد أشهر أسفار التاريخ الروسية، جاء إلى فلاديمير في عام 986 من بلاد البولغار أتباع العقيدة الإسلامية وحدثوه عن دينهم. وقد أعجب فلاديمير بالحديث عن الدنيا والآخرة والجنة، لكنه لم يكن راضيا أبدا عن تحريم أكل لحم الخنزير وبالأخص تحريم شرب الخمر، وقال الأمير، رافضا الدين الإسلامي: «راحتنا في خمرنا». وحسب بعض المؤرخين المسلمين، فإن الأمير فلاديمير بعث بوفد إلى خوارزم لجمع المعلومات عن حياة المسلمين، ويضيف المؤرخون أن أربعة من أعضاء الوفد أسلموا.

ولم تقدم السلطات الروسية على منع المسلمين من التمسك بدينهم وإنشاء مؤسسات دينية خاصة بهم. من جهة أخرى، كانت الدولة ترحب بتحول المسلمين وأتباع الديانات الأخرى إلى المسيحية الأرثوذكسية وكانت تشجعهم على ذلك بطرق مختلفة. ابتداء من القرن الرابع عشر دخل العشرات من الأعيان التتر في خدمة الدولة الروسية بعد أن اعتنقوا المسيحية وتسلموا نفس الحقوق والامتيازات التي كان يتمتع بها الأعيان الروس. ويمكننا أن نجد بين أسماء العائلات النبيلة في روسيا مئات الأسماء التترية. وقد لعبت هذه العائلات دورا مهما في التاريخ السياسي والعسكري والثقافي للدولة. وكان العديد من الأعيان التتر يخدمون الدولة الروسية دون أن يتخلوا عن دينهم الإسلامي، وبدورها كانت السلطات تسدد لهم رواتب وتسمح لهم بالحفاظ على أراضيهم.

وبعد سقوط النظام القيصري أعلن الاتحاد السوفيتي سياسة إلحاد الدولة التي أعاقت ممارسة الإسلام وأدّت إلى إعدام وقمع الكثير من القادة المسلمين. في أعقاب إنهيار الاتحاد السوفيتي، استعاد الإسلام مساحة مرموقة ومعترف بها قانونا في السياسة الروسية. ومؤخرا عزّز الرئيس فلاديمير بوتين هذا الاتجاه، بدعم إنشاء المساجد والتربية الإسلامية التي وصفها بأنها «جزء لا يتجزأ من ثقافة روسيا»، وتشجيع الهجرة من الدول السوفيتية سابقًا ذات الأغلبية المسلمة، وكذلك المقاضاة الجنائية لما تعتبره الدولة خطابا للكراهية ضد المسلمين، مثل الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد.باعتبارها أكبر أقلية دينية في روسيا، يشكل المسلمون حوالي 11% من إجمالي سكان روسيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى