المسلمون في جزر القمر

> جزر القمر نكهة إسلامية في إفريقيا، فهي تعدّ من البلدان الإفريقية التي تتميز بمخزون ثقافي يجذب إليها الكثير من الزائرين كل عام، فالتراث الثقافي يمثل تنوعًا فريدًا قلما يوجد في أي بلد من البلدان.

وجمهورية جزر القمر بلد عربي إسلامي إفريقي صغير يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غربًا ويابس جزيرة مدغشقر شرقاً

تدعي بعض المصادر المحلية أن الإسلام وصل إلى جزر القمر خلال حياة النبي محمد ﷺ حينما كان (بيدجا موامبا) و(متسوا مواندزي)، وهما من كبار القوم في جزر القمر انذاك متواجدان في مكة في ذلك الوقت.

الأدلة التاريخية تشير إلى أن التجار العرب والأمراء الشيرازيون المنفيون أدخلوا الإسلام في جزر القمر. لعب الإسلام دورا مركزيا في جزر القمر. تعلمت الأسر الحاكمة اللغة العربية وأطلق لقب حاج عليهم وحافظوا على العلاقات مع المجتمعات الإسلامية الأخرى مثل كيلوا، زنجبار، وسلطنة عمان.

في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى عدن ومسقط وحضرموت، وبحسب الروايات فان القمر كان بدراً يوم اكتشافهم هذه الجزر، فقد أسموها القمر، وأخذ الأوروبيون الاسم فيما بعد، فأطلقوا عليها اسم (كومور أو كوموروس).

حسن بن عيسى حاكم البلاد في القرن السادس عشر الذي ادعى النسب من النبي محمد شجع اعتناق الإسلام وشيد الكثير من المساجد. في القرن التاسع عشر بدأ الشيخ عبد الله درويش ممارسة الشعائر الإسلامية في جزر القمر. الشيخ درويش المولود في جزيرة القمر الكبرى سافر في جميع أنحاء الشرق الأوسط ثم تولى في وقت لاحق معتنق الإسلام محمد معروف (توفي 1904) . وكان الشيخ عامي بن علي آل مازرووي (توفي 1949) أول العلماء في المنطقة الذي ألف كتب تندرج تحت باب الأدب الإسلامي باللغة السواحيلية. الحبيب عمر ب. أحمد بن سوميت (توفي 1976) درس في الدول العربية قبل أن يعود معلما وقاضيا في مدغشقر وزنجبار وبعد 1964 جزر القمر.

تنتشر مئات المساجد في جميع أنحاء الجزر فضلا عن المدارس الإسلامية العديدة، عمليا فإن جميع الأطفال يحضرون المدارس القرآنية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات وتبدأ عادة في حوالي سن الخامسة وهناك يتعلمون أساسيات علم اللغة العربية والإسلام. في المناطق الريفية فإن الأطفال يقومون بحضور هذه المدارس التي تكون في بعض الأحيان بعيدة عن المنزل ويقومون بمساعدة المعلم في العمل على أرضه. في عام 1998 افتتح المسجد الكبير الجديد بتمويل من أمير الشارقة في موروني. كثيرا ما يتم زيارة مقابر رجال الدين ومؤسسي الطرق الصوفية في المناسبات الدينية.

وازداد النفوذ العربي مع علو شأن زنجبار تحت الحكم العربي العُماني (عُمان) وكذلك زاد تأثر الثقافة القمرية بالثقافة العربية وانعكس ذلك في عدة مجالات لاسيما في مجال العمارة والدين. وقامت العديد من السلطنات المتنافسة في القرنين السادس والسابع الميلادي. وفي الوقت الذي أظهر فيه الأوربيون اهتمامهم بجزر القمر، دفع مظهر الثقافة العربية المسيطرة على الجزر الكثيرين إلى النزوع لأصول المجتمع العربية على حساب التراث السواحلي والإفريقي.

ولدى جزر القمر في الأغلب أصول إفريقية عربية، إن الثقافات العربية ليست شائعة بالنسبة لجزر القمر، ويمثل الإسلام الدين الغالب في الدولة إذ يدين به نحو 99% من السكان. وعلى الرغم من تغلغل الثقافة العربية في الأرخبيل، فهناك أقلية من المواطنين الكاثوليك في جزيرة مايوت الذين تأثروا بقوة بالثقافة الفرنسية.

المسلمون في جزر القمر يمارسون الشعائر الدينية بطريقة صارمة. أثناء الاستعمار الفرنسي قرر الفرنسيون احترام المسلمين في هذا البلد. يتم الاحتفال بجميع العطلات الإسلامية بما في ذلك عيد الأضحى، رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوي، ليلة الإسراء والمعراج، وشهر رمضان. تتميز احتفالات المولد النبوي بتناول الولائم. الكثير من النساء يرتدون التشيروماني وهو عبارة عن قطعة من القماش المطبوع الذي يلف جميع أنحاء الجسم.

وباستقلال الجزر عن فرنسا ظهرت إلى حيز الوجود دولة باسم جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية وعاصمتها مروني ، وقد انضمت إلى الأمم المتحدة فور استقلالها.

كان المناخ الاقتصادي والفوضى السياسية منذ الاستقلال في 1975 ضارة لتطوير حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وقد سعت الفصائل المتناحرة لحشد الدعم الديني على حد سواء لدعم السلطة والمنافسة السياسية والتفاوت الاجتماعي. وقد اعتمد الخصوم السياسيون على تفسيرهم الخاص للقرآن والحديث، والدعوة الإسلامية لتصحيح الفساد السياسي. المنظرون الإسلاميون استخدموا وجهات نظر إسلامية لتبرير وتحدي الحكومة. الأوروبيون قاموا بتدريب المسؤولين الحكوميين لتطبيق الأيديولوجيات السياسية الغربية والعلمانية مع الاستمرار في دعم قادة الجمعيات الإسلامية. ازداد الفكر الإسلامي بشكل متطرد على الطلاب العائدين من الدراسات الإسلامية في الخارج. ردا على الإحساس بالظلم والفوضى داخل الحكومة القمرية فإن الحركات الإسلامية تأمل في إنشاء جمهورية إسلامية. عضو منظمة القاعدة فاضل عبد الله محمد مولود في موروني عاصمة جزر القمر ويحمل الجنسية الكينية بالإضافة إلى الجنسية القمرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى