من يصلح الملح إذا الملح فسد؟

> عبارة استوقفتني، فتسألت لماذا قيلت؟ وفيمَ قيلت؟ وهل يتم إصلاح الملح بعد أن يفسد؟ فبحثت عن معناها، وإلى ماذا توحي؟ فأذهلتني بساطة العبارة وعمق المعنى، إنها توحي بألف معنى ومعنى، إنها تعني القيم، والمبادئ، والأخلاق، والصدق، والأمانة، والإخلاص، حسن السلوك والتصرف، الخوف من الله، ببساطة هي خلق المسلم.

من يصلح الملح إذا الملح فسد، تعني إذا أؤتمن الأمين وخان الأمانة، فكيف يمكن أن يؤتمن مرة أخرى، عبارة قالتها أعرابية حين رغب فيها شيخ قبيلة بعد أن ائتمنه زوجها على رعايتها قبل أن يسافر، فامتنعت هي عما يريده منها، وقالت له عبارتها، من يصلح الملح إذا الملح فسد؟ وهذا هو حالنا اليوم، كيف يمكن أن يصلح حال بلد وأوضاع يتكبد معاناتها شعب، ونحن نفتقر إلى الأمانة والمصداقية وصدق النوايا.

من يصلح الملح ولدينا فساد في كل شيء، ومن أشخاص اؤتمنوا على حمل المسؤولية فعتوا فسادًا في الأرض، ولم يخافوا الله، فكيف لمثل هؤلاء أن يصلحوا حال بلد انتشر فيها الفقر وضيق الحال. وهم ينفقون المال العام دون حسيب أو رقيب وكأنه حر مالهم، ويديرون الأمور وكأننا في حكم ملكي وليس في ظل نظام ودولة.

أيها المؤتمنون على حال البلاد والعباد، إنكم الملح الذي سيعطي للحياة مذاقًا آخر، يزرع فينا الأمل ويمنحنا الحق أن نتمنى الخير، لكن واقع بلدي يقول إن الملح فسد، وافتقدنا لكل مذاق تحلو به حياتنا، وتتبدل فيه نظرتنا بأن الغد سيكون أجمل من الحاضر، كيف ذلك إذا لم نصلح الملح الذي فسد، ونحن لم نرَ شيئًا يبشر أن هناك إصلاحًا في كل الأمور، وأن هناك سياسة شد الحزام، وترشيد النفقات، ومحاسبة كل من يهدر المال العام، وتسبب في إفساد ملح بلدي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى