بعد قدرتها على بناء فندق في امستردام.."نجاة" تُجبر على حياة التشرد في شوارع عدن

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

>
  • فقدت ابنها الوحيد في السعودية وحملت جثمانه لتدفنه في مقبرة القطيع
  • فقدان ولدها رماها طعما لظلم وجشع زوجة ابن زوجها
> حاصرتها الوحدة، وعاشت صدمة الفقد بموت ابنها الوحيد بعمر الشباب؛ فجعلتها تلك الصدمة تعيش في دنيا ثانية، وحياة من نوع آخر.. ثلاثة أيام أكرر زيارتي لها وكلما أتحدث إليها تتغير الأحداث في قصتها؛ إلا حكاية موت ابنها تسردها بوجع ودموع وكأنها تعيش اللحظة.

نجاة غالب علي من حي القطيع بكريتر تعيش حياة مليئة بالألم والصدمات، مفارقة لكل أفراد أسرتها لتبقى وحيدة في تفاصيل حياة لا يستطيع أن يكابدها أي إنسان.

نجاة من مواليد عام 1942م نشأت في عدن مديرية صيرة حافة القطيع سكنت خلف مسجد العلوي مسكن والدها علي الغلابي خرجت من عدن في عام 1984م بعد وفاة والدها وحسب قولها غادرت بصحبة ابنها عصام ووالدتها عزيزة ناجي صالح رحمة الله عليهما إلى المملكة العربية السعودية وعاشت هناك 40 عامًا.

أم عصام امرأة ارتسم الألم بوجهها وحفر قسوته على ملامح وجهها.. نجاة ذات العيون الرمادية والشعر الذهبي أصبحت بعمر 82 عامًا تعيش مأساة إنسانية وهي بحاجة إلى من ينتشلها من ذلك الفقد والبؤس والحزن. لم تجد مأوى فكانت طرقات عدن هي الملجأ والدفء لها.

الحجة نجاة غالب علي
الحجة نجاة غالب علي

تقول نجاة: " عشت مع أمي وابني حياة كريمة وكنا نسافر ونقضي الإجازة في هولندا وبيروت.. لم أنجب غير طفل واحد هو عصام ومات في عز شبابه بعد إصابته بجلطة أودت بحياته".

وتضيف "انفصلت عن "أبو عصام" بعد أن تزوج من امرأة أخرى وأنجبتْ له 10 أطفال".. وحسب قولها فإن زوجها السابق قبل وفاته أوصى زوجته الثانية أن تربي طليقته نجاة أبنائه، لهذا أخذت نجاة ابن زوجها ليعيش معها.

تتحدث نجاة عن واقع حياتها وقالت: "لما معك فلوس الناس تحبك وتحترمك وتقدرك وتخدمك".

وحسب قولها فإنها زارت عدن قبل 20 عامًا وكانت تحظى باستقبال حلو".

وعن سبب زيارتها لعدن قالت: "لكي أدفن ابني في تراب وطنه وأخذ أخي علي معي".

وقالت رفض الذهاب معي وبالغصب أخذته.. تصمت عن الحديث لتتحدث دموعها بصوت يجهش بالبكاء وقالت: " يا ليت ما أخذته معي مات في الغربة".

وتضيف:" أمي أيضًا ماتت في الغربة كلهم ماتوا "أخذت فاصلًا طويلًا من البكاء والصمت ".

نجاه تعيش اليوم حياة موجعة بعد فقد ابنها عصام وحيدها الذي فقدته بجلطة أودت بحياته في السعودية لتعود هي إلى عدن وحيدة ترافقها جثة ولدها في تابوت، مكسورة القلب موجوعة الفؤاد".

نجاة لم تترك ابنها يدفن بأرض غريبة استكملت كافة إجراءات نقل الجثمان إلى عدن ليدفن في مقبرة القطيع أمام منزلهما.

تحكي نجاة قصة حياتها القديمة بفرح وابتسامة فهي تتحدث عن حياة مضيئة وسعيدة بوجود أمها وابنها وأخيها وعندما تتحدث عن والدها وابنها تبتسم وتتحدث بفرح وسعادة وتقول: "كانوا ما يخلوني احتاج شيئًا".

نجاه امرأه تعيش الماضي رافضة الحاضر، فحين تتحدث عن حاضرها يرتسم الحزن على ملامح وجهها ويجهش صوتها بالبكاء تتذكر حكايات محفورة في وجدانها بألم ووجع".

وحين تسألها عن إمكانية نقلها إلى دار المسنين أفضل من تواجدها في الشارع ؟

تغضب وتتغير ملامحها وتقول " هل أنا عاجزة عن أن أخدم نفسي حتى أسكن في دار المسنين؟ إني شيخة قالتها بفخر واعتزاز وفي لحظة دمعت عيناها وقالت هل أزيد فوق الكبد كبدًا لكي أموت مكبودة قهرًا في دار المسنين؟

وأخبرتها عن مركز الإيواء في اتحاد نساء اليمن قالت بصوت عالٍ "أروح أسكن عند حرمة كفاية اللي تربينا أنا وهي طردتني من بيتها لهذا لقيت الشارع هو أرحم بي".

تقول ليس لي غير ابن واحد هو عصام رحمة الله عليه ولديه أخوة من الأب عددهم 10، وأضافت وهي تشرد إلى البعيد وكأنها تحاول تمسك سنين عمر هربت منها في غربتها 40 عامًا في السعودية تحت كفالة ولدي عصام أنا وأمي وأخي كلهم ماتوا. وأنا خرجت بخفي حنين لو عشت في دولة أجنبية كنت تحصلت على الجنسية ".

وعن عودتها لعدن قالت: " بعد أن طردت من منزلي بسبب زوجة ابن زوجي اللي ربيته وصرفت عليه دم قلبي ومالي وحلالي وزوجته لم تتحمل وجودي وخرجت من بيتي وكنت أنام في شوارع السعودية.. وتضيف أخذوا منى جواز سفري وكل ما أملك، خرجت للشارع أبيع بعض الأقلام والدفاتر لكي أحصل على قوت يومي أنا العزيزة التي لم تعمل يومًا وكنت أنام فوق البسطة والبضاعة كوني لا أملك بيتًا".

تواصل" في أحد الأيام زارني رجل يرتدي قميصًا أبيض بسيارة كامري سألني ليش نايمة هنا يا حجة! قلت له ما عندي بيت قال تعالي معي فرحت قلت ربي يفرجها لكن تفاجأت أنه أخذني إلى قسم الإشرافية ومن هناك رحلوني إلى عدن".

تعود بها الذاكرة إلى أيامها في السعودية تقول بسعادة وفرح وهي تستذكر ماضيا جميلًا عاشته مع والدتها ووحيدها قالت كنا نتنزه نسافر إلى أكثر من دولة وأكثر دولة زرتها هولندا امستردام وبيروت وقالت كان عندي مبلغ كبير وكانت أمنية حياتي أن ابني في امستردام "هوتيل" لكن الظروف لم تساعدني في ذلك، ثلاث سنوات قضيتها وأنا أبحث عن إمكانية بناء هوتيل في امستردام لكن للأسف لم أتمكن من ذلك وعدت للسعودية".

جواز سفر نجاة يظهر تأشيرة إقامتها بالسعودية
جواز سفر نجاة يظهر تأشيرة إقامتها بالسعودية

نجاة رغم كل السنوات الطويلة والغياب عن عدن لم تنس جيرانها بيت يوسف آدم وسألتني عنهم.

سألت نجاة عن أمنيتها وقالت بغضب" ترجعي لي المكحلة ومفاتيح سيارتي البيجو حق أبي وآيات الله الحسنى وتصف المكحلة كأنها ثروة بكت وقالت: " كل هذا الأشياء ذكريات من ابني وهي أغلى شيء عندي هي أخذتها مني وطردتني من بيتها".

وأضافت" أشتي أحد يبني لي بيتي كلمتها عن مشروع بناء المنازل المتضررة قالت: " لا يشتوا يبنوا غرف وحمام وبيتنا تحت جيرش كان يدخل أبي السيارة وفوق بيتنا عبارة عن اثنين غرف ودارة مفتوحة وهواها يرد الروح وحمام ومطبخ".

وأضافت: "نفسي أرجع بيتي وما اشتيش أعيش مع أحد أشتي بيت افتح الطاقة وأشوف قبر ابني يرتاح قلبي وأحس أنه معي".

منزل نجاة عبارة عن خرابة بحاجة إلى هدم وإعادة بناء فمن يقدر يعيد بناء منزلها من جديد لتعود لها حياة ضاعت منها.

منزل الحجة نجاة غالب علي
منزل الحجة نجاة غالب علي

نجاة الغلابي امرأه أخذ العمر منها كثير وعاشت صدمات وتغييرات كثيرة أثرت على نفسيتها، هي بحاجة إلى طبيب نفسي يعيد لها الثقة بالبشر على الرغم من حالتها النفسية المؤلمة التي تعيشها، رفضت أن تذكر عند من كانت ومن طردها للشارع؟

دعوة إلى أهل الخير وقيادة المحافظة والمديرية ونحن في شهر كريم وأيام فضيلة نحتاج إلى انتشال هذه المرأة من هذا الوضع المزري الذي تعيشه في أركان بلادها.. ارحموا عزيز قوم ذل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى