> عدن «الأيام» خاص:

الوالي: سياسيو الانتقالي يستغلون تضحيات الجيش الجنوبي لمصالحهم الشخصية
> قال الرئيس الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، إن القرار في مصير الجنوب وقضيته بيد الكبار وليس الصغار، في إشارة واضحة إلى ارتهان القوى المسيطرة على عدن اليوم للخارج على حساب تطلعات شعب الجنوب.
وأضاف ناصر في رد على مقال كتبه القيادي في الحراك الجنوبي د. عبدالرحمن الوالي اتهم فيه الرئيس ناصر بخذلان الجنوب.. أن بعض القيادات تبيع الوهم للشعب الجنوبي العظيم.

وجاء في نص الرد "الصديق العزيز د. عبد الرحمن الوالي.. قرأت مقالكم بعنوان الجنوب مهزوم من داخله وكتب أحد المعلقين مقالًا بعنوان الوالي يهاجم الانتقالي وانتشر مقالكم على نطاق واسع بين مؤيد ومعارض، وكنتَ صريحًا كعادتك في نقد السلبيات، وكما تعرف دكتور أن بعض القيادات في الجنوب يبيعون الوهم للشعب العظيم الذي خرج في أكثر من عشرين مليونية في مدينة عدن الحبيبة والجريحة وأكبر هذه المظاهرات والمسيرات والتجمعات كان بمناسبة ثورة 14 أكتوبر 2014 عندما أعلن البعض أنهم سيعلنون استقلال الجنوب من ساحة العروض بخورمكسر وسيودعون أموال النفط في حساب خاص وسيطردون الشماليين من عدن تمهيدًا لقيام دولة الجنوب، ونصبت عشرات الخيم في ساحة العروض تجمع فيها كثير من فئات الشعب في انتظار هذا الإعلان، وجاء دعاة هذا المشروع والوهم والكذب إلى عدن ليخطبوا ويكذبوا ويهربوا ويعودوا إلى مرابعهم ومنازلهم خارج الوطن.

وأصيب المواطنون بالإحباط وبدأوا برفع خيامهم وطيها والمغادرة إلى منازلهم وأعمالهم. وعندما سألت حينها عن هذا المشروع الذي سيعلن يوم 14 أكتوبر قلت حينها إنه أكذوبة كبرى وانتقدني البعض على ذلك وهاجمني ولم أرد عليهم فأنا لا أكذب ولا أشتم فاذا كذب الإنسان فلن يصدقه أحد وإذا شتم فلن يحترمه أحد".

وأضاف علي ناصر "قبل هذا المهرجان في ساحة العروض اجتمعنا في القاهرة وعقدنا ما سمي حينها مؤتمر القاهرة الأول للجنوب، وحضره أكثر من 600 شخصية من مختلف الأطياف السياسية والشخصيات الاجتماعية في الجنوب كان في مقدمة هؤلاء دولة الرئيس حيدر العطاس وصالح عبيد ومحمد علي أحمد وصالح شائف والسلطان بن عفرار وغيرهم من الشخصيات من المهرة إلى باب المندب وقاطعه علي سالم البيض وعبد الرحمن الجفري وحسن باعوم والفقيد عبد الله الأصنج رحمه الله ورغم ذلك نحن لم نقاطعهم  والتقينا في القاهرة بالسيد عبد الرحمن الجفري والأصنج وتوجهنا إلى بيروت يشاركنا في هذا الوفد كل من حيدر العطاس ود. مسدوس وعبد الحكيم الحسني ومطهر مسعد وآخرين للقاء مع السيد علي البيض الذي كان مقيمًا في بيروت حينها انطلاقًا من حرصنا في البحث عن حل للمشكلة في اليمن جنوبًا وشمالًا ومع الأسف فقد رفضوا حينها مخرجات مؤتمر القاهرة لأنها ستعطل مسيرتهم العاجلة للعودة إلى عدن لإعلان قيام الدولة وقال البيض حينها إنه سيرفع الراية في عدن وسيسلمني السلطة بعد ذلك وشكرته على هذا العرض وقلت له حينها قبل أن نرحل من بيروت إلى القاهرة أن هذا العرض غير واقعي وأن مخرجات مؤتمر القاهرة هي الحل. فقد خرج مؤتمر القاهرة بمخرجات متوازنة وواقعية منها قيام إقليمين في اليمن في الشمال وفي الجنوب لفترة مزمنة، وحق تقرير المصير بعد ذلك ولكن الخيار والقرار للشعب بفك الارتباط أو الاستمرار بالوحدة التي وقعها البيض.

وهاجمونا أننا نريد أن نعيد الجنوب إلى باب اليمن وكما تعلم دكتور أن الذي ذهب بالجنوب إلى باب اليمن هو علي البيض فقد هرب إلى الوحدة عام 90 بعد زيارة علي عبد الله صالح إلى عدن والاتفاق على قيام الوحدة واقتسام السلطة والثروة بين الحزبين المؤتمر والاشتراكي حيث أعلنت الوحدة في 22 مايو ولم نشارك فيها لأن الرفاق حينها قالوا لن يدخلوا صنعاء ولن تتحقق الوحدة إلا بخروجي منها. وخرجنا من صنعاء وباركنا الوحدة حينها ودخلوها اعتقادًا أنهم فاتحون لصنعاء وحكم صنعاء من داخلها وقال البيض حينها أن عدن وصنعاء تعانقت إلى الأبد ثلاث مرات وانتهى هذا العناق والنفاق في مايو عام 1994 فالسؤال لماذا هربوا إلى الوحدة ولماذا هربوا منها؛ فالشعب يدفع ثمن هذه الحماقات والتطرف منذ 67 وحتى اليوم والشهداء لهم الجنة".

واختتم الرد "السؤال من يقف وراء ذلك؟. الزمن سيجيب على ذلك وكما أكدت لكم أكثر من مرة أن القرار بيد الكبار وليس الصغار وأتذكر بيت شعر للشاعر المشطر الذي قال عن الكبار أصحاب القرار في الخارج في فترة الاحتلال البريطاني وحينها كان يوجد ضابط سياسي اسمه عبد الله حسن جعفر العجمي في دثينة مندوبا عن المندوب السامي البريطاني وقال الشاعر المشطر باللهجة المحلية (أنا هاجسي في راس عبد الله حسن .. إن قال ليه قول شي .. باقول شي
وإن قال لي اسكت.. قد سكتنا كلنا .. بيحان وأحور والجبل والمرقشي)".

وكان القيادي في الحراك الجنوبي د. عبد الرحمن الوالي كتب مقالًا عنونه بـ"الجنوب مهزوم من داخله" قال فيه "عيد الفطر أظهر بوضوح أكذوبة أن الانتقالي يمثل الجنوب فقد تم (اختفاء) قادة الانتقالي عمدًا من الجنوب وتم إفراغ الساحة ليتبرطح فيها صبيان عفاش والإصلاح واليمنيين (الظاهرين والمستترين) وذهب المرتزقة حملة راية الجنوب كذبًا وزورًا ليتباركوا بالزعيم العفاشي المفروض على الجنوب بل وصل الأمر بانتقالي قيادي عفاشي بالقول علنا إن (الوحدة راسخة رسوخ الجبال) ولن نلومه ولكن نلوم الساكتين أما هو فنشكره لأنه قال الحقيقة التي يعرفها كل جنوبي وهي (الانتقالي يقود الجنوب بالفهلوة نحو باب اليمن)".

وأضاف الوالي "يقول زملاء انتقاليون بأن هناك جيش جنوبي جبار يدفع شهداء ويحمي الجنوب من جيش يمني يقوده الحوثيون نحو غزو يمني للجنوب. وهذه حقيقة لا جدال فيها فأبطال الجيش الجنوبي يعملون مآثر عظيمة تستحق كل الاحترام وسياسيو الانتقالي يبيعون هذه البطولات في سوق مصالحهم الشخصية مع الأسف.

وهناك جنوبيون يقولون إن الغزو اليمني للجنوب أثبت أن هناك مجتمعات إقليمية تتعامل بحقد معروف تاريخيا ضد الجنوب وواضح أنهم يفضلون أن الحوثي يحكم الجنوب ويحتله بدلا عن أن تقوم دوله جنوبية مستقلة".
واختتم القيادي الوالي "واضح أيضا أن الجنوب صنع طوال خمسين عامًا قيادات كنا ولازلنا نحترمها ولكن مع الأسف عندما حان الجد خذلت الجنوب ونذكر منها 4 أمثلة فقط مع الاحترام الشخصي لهم .. علي ناصر محمد وسالم صالح وحيدر العطاس وياسين نعمان.

يعاني الجنوب من خلل وتدهور وتمزق ولكن الحقيقة أن الخذلان الأساسي لشعب الجنوب يأتي من داخله".