نبيل عبدالعزيز.. المدافع عن عدن من بوابة «الأيام»

> هذ الفتى العدني من حافة حسين والذي غيبه الموت شابًا قبل أيام قليلة، لم يكن ساعيًا لشهرة ما، لكنه وجد نفسه في عين عاصفة الحراك الجنوبي الذي كان الراحل الكبير الأستاذ هشام محمد علي باشراحيل حاملًا شعلته وذاكيًا جذوته وجاعلًا من صحيفته "الأيام" منبرًا حرًّا للباحثين في الجنوب عن فردوسهم الضائع منذ 1994/7/7م، وجاعلًا من بيته وأفراد أسرته الأقربين فرسان الخط الأول المتقدمين في خط المواجهة غير العادل مع جبروت دولة ظن أصحابها بعد احتلال الجنوب أنها (دولة عظيمة وماشي حد بايعصي الدولة).

كان الشاب نبيل عبدالعزيز إبراهيم الأكثر قربًا بالحالتين المعنوية الروحية والمادية الفيزيائية من الكبير هشام باشراحيل.

وربما من الإنصاف الإشارة، وقد وجدنا في سنوات الجمر تلك الباشراحيل العملاق، يتكئ على نبيل في كل شاردة وواردة ولما يقتضيه الحال من أبسط الأشياء إلى أعقدها؛ ليلة أن اقتادت جحافل ال (جستابو) نبيل عبدالعزيز أسيرًا بعد معركة غير متكافئة خاضها مئات الجنود؛ وربما أكثر من مئات بقيادة سيئ الذكر يحيى محمد عبدالله صالح وعبده قيران مستخدمين أسلحة متوسطة وخفيفة في مواجهة بيت عدني عريق شبهناه يومًا ببيت أبي سفيان من دخله كان آمنًا.

دخل نبيل عبدالعزيز إبراهيم السجن كما دخله الرجل الكبير والكثير هشام باشراحيل بنفس مواصفات هشام خارج السجن عملاقًا يضع ساجنيه تحت (إبطه) ليغدو السجان سجينًا يتخبط في شكه واليقين أن يكون هذا الهشام شعبًا في هيئة فرد أو فرد في هيئة شعب.

دخل الباشراحيل السجن ومعه نجليه الأستاذين هاني ومحمد وجمع من أقاربه على رأسهم نبيل وآخرين من الحراك الجنوبي عدا من كانوا في السجن ليشكل هذا الجمع بؤرة إزعاج لسجانيهم وهم يمارسون النضال من وراء الأبواب المغلقة كما لو كانوا في الساحات المفتوحة.

اعتبر هشام باشراحيل هذا الفتى العدني صاحب الابتسامة الدائمة نبيل عبدالعزيز إبراهيم ابنه الرابع بالقول والفعل. فلربما توزع أشبال هشام بين شتى الأعمال التي تقتضيها شؤون الصحيفة بالتحديد لكن نبيل هو الساعد اليمين لهشام، كان وظل على هذا حتى وفاة هشام.

لقد أعادت وفاة نبيل إلى ذاكرتي مقاربة هشام باشراحيل لتعريفنا بـ (نبيل) في الفترة المبكرة من دخولنا عوالم هشام الصحفية والسياسية والاجتماعية وقبلها جميعًا النضالية.

بدأ بالأبعد وهو الشخصية التربوية البارزة للأستاذ عبدالعزيز إبراهيم - رحمه الله رحمة واسعة - والد نبيل، أحد أبرز كوادر وزارة التربية والتعليم في دولة الجنوب، والمسؤول عن البعثات الدراسية إلى الخارج، ومن تحت يديه سافر الطلاب إلى بلدان الابتعاث للدراسة الجامعية.

أما والدة نبيل - رحمها الله - فهي سليلة بيت عدني عريق؛ بيت جرجرة وهي أخت أم باشراحيل هشام باشراحيل - زوجة هشام أطال الله في عمرها.

لا شك أن نبيل قد عانى من المرض في السنوات الأخيرة بعزم وإرادة ولكنه كان يعاني صدقًا من فقدان الرجل العملاق الذي ارتبط به ارتباط الابن بالأب.

رحمهما الله جميعًا ولا اعتراض على حكم الله... إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى