عن مستقبل الأنظمة الذكية في اليمن

> شكرًا لكل من تواصل معي لتهنئتي بحصولي على اللقب العلمي -أستاذ دكتور (بروفسور)- في الأنظمة الذكية من جامعة مدينة برمنجهام - المملكة المتحدة (Professor of Intelligent Systems). كانت هذه إحدى أهم المراحل التي سعيت للوصول إليها بفضل من الله ودعم أسرتي وأحبائي في الجانب الأكاديمي. ولعل أصدقائي ومن درسوا معي في الابتدائية يستغربون اليوم انغماسي في العمل الأكاديمي كوني كنت أكثر شغفًا بالعمل الحر وبالتجارة، ولكن أوعز أن طريقي هذا كان أحد نتائج الضغط الاجتماعي الذي مُورس ضدي، كوني نشأت وتربيت في بيت أكاديمي بحت. وعلى الرغم من قُدسية العمل الأكاديمي الذي يسهم في بناء أجيال المستقبل، ونحن نُعلم الأجيال قوانين التنمية ونعطيهم مفاتيحها، إن ما يميز هذا المجال، خصوصًا في الغرب، هو دعم الباحث ليكتشف شغفه لتصنيع أو لتطبيق كل ما هو جديد وغير متاح في السوق، وهو بكل تأكيد طريق مُعبد بكثير من الإحباط ويحتاج لكثير من الصبر– كون النتائج على الأغلب تكون لسيت ذا أهمية كبيرة إلا ما ندر.

اليوم وأنا أقلب الأبحاث التي عملت عليها في السنوات السابقة، ورسائل الماجستير والدكتوراة التي أشرفت عليها، أتساءل كيف يمكن أن تخدم هذه بلدي والبلدان التي تمر بظروف تعيسة بسبب الصراعات الداخلية المستمرة، ورجعت بي الذاكرة لسنوات لإحدى الجلسات مع الأصدقاء في اليمن، وعندما كنت أشرح عن آخر ما توصل له البحث العلمي في مجال الذكاء الاصطناعي والنمذجة الرياضية، سألني أحدهم وبشكل مباشر "وهل ينفع أن يُطبق هذا في اليمن؟"، رددت بتهكم وبسرعة -مع الأسف- إننا نحتاج إلى مئات السنين لنصل لمستوى الغرب في المجال التقني والتكنولوجي. اليوم أعتقد أن هذه النظرة التشاؤمية والسلبية يجب أن تتغير عند الباحثين والأكاديميين العرب واليمنيين الذين تطوروا كثيرًا في الخارج والذي بات لهم تأثير كبير هناك، وعلينا تخصيص جهد ووقت من أبحاثنا ومواردنا البحثية لتطويع التكنلوجيا الممكنة لخدمة دولنا الهشة، والتي يُمكن أن تكون رافدًا بل وأداة تسهم في تفعيل الحوكمة، والشفافية وتساعد في نهضة قطاعات مهمة للتنمية منها التعليم والزراعة والطاقة وغيرها من القطاعات المهمة التي تمس بشكل مباشر حياة المواطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى