​تحية لحزب الرابطة في ذكرى تأسيسه الثالثة والسبعين

>
​بهذه المناسبة العزيزة يسرني أن أحيي حزب الرابطة وقيادته التاريخية تقديرًا لمكانته كأول حزب للحركة الوطنية الجنوبية التي ناضلت ضد الاستعمار البريطاني من أجل حرية الجنوب واستقلاله، ولكونه مدرسة الوطنية الأولى التي تخرج منها أبرز قادة الحركة القومية واليسارية الجنوبية التي اضطلعت بقيادة ثورة شعب الجنوب وانتصارها، واحترامًا لمواقفه المتجددة في مواجهة التحديات التي تقف أمام شعب الجنوب، بعيدًا عن استجرار البعض لخلافات وعداءات التنافس السياسي والأيديولوجي التي عفى عليها الزمن.

لقد احتل حزب الرابطة مكانته الوطنية حين جاء استجابةً لإرادة شعب الجنوب في التحرر من الاستعمار، واستلهامًا لروح المقاومة الشعبية للآباء والأجداد، وإدراكًا لأن تفكك الجنوب قد ساعد على احتلاله، وقمع انتفاضاته الشعبية، الأمر الذي جعل من تأسيسه إنجازًا هائلًا لبناء رابطة وثيقة بين كل أبنائه للمطالبة بنيل الحرية وتحقيق الاستقلال، والتصدي لإجراءات القمع والتنكيل بقياداته الوطنية.

وبنفس الروح لبى حزب الرابطة نداء الواجب بالشراكة الوطنية في مواجهة الحرب العدوانية ضد الجنوب في العام 1994م، التي أنهت الوحدة المغدورة واستهدفت احتلاله والاستيلاء على مكاسبه وثرواته، وتدمير البنية التحتية لدولته وإنجازاتها وقيمها ومجتمعها المدني، وإشاعة الفوضى وثقافة الفساد والكراهية والإرهاب داخله.

واليوم فإن الحاجة أكثر إلحاحًا لدور الرابطة في ترسيخ وحدة الحركة الوطنية الجنوبية، والمساهمة بتطوير المجلس الانتقالي إلى حركة سياسية منظمة تقوم على برنامج سياسي يعتمد القيم الوطنية والاجتماعية والإنسانية أساسًا للانتماء إليه، ومعايير الكفاءة والإنجاز في إدارته والمحاسبة على أخطائه، وصياغة استراتيجية سياسية تؤمن شراكته الفاعلة في تحقيق تسوية عادلة للأزمة اليمنية تراعي تطلعات شعب الجنوب في الحرية وحقه بتقرير مصيره بنفسه.

إن كل ذلك يعبر عن الحاجة الموضوعية لتأهيل المجلس الانتقالي ودعم قيادته لمواجهة التحديات المتزايدة، التي تستهدف تقويض نضاله الوطني وتهديد وحدة الجنوب وسلامته ومصيره، وتعطيل دوره في إحلال السلام والاستقرار لليمن والمنطقة والمصالح الدولية المرتبطة بها.
* وزير سابق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى