> «الأيام» العرب:
اختار مدير تحرير قناة الجزيرة محمد معوض، الظهور عبر قناة "سكاي نيوز" المنافسة التي تبث من "أبوظبي" للحديث عن أزمة الجزيرة الأخيرة ومنعها من البث في إسرائيل، والدفاع عن وجهة نظر القناة القطرية وطريقة تغطيتها للأحداث التي تتعرض للكثير من الانتقادات بما فيها من قبل الجمهور العربي.
ومع طول أمد الحرب في غزة وهزالة الإنجازات التي تم تضخيمها في قناة الجزيرة يبحث القائمون عليها عن منبر أكثر موضوعية وحيادية مثل "سكاي نيوز" لإبداء وجهة نظرهم من خلالها، لاسيما مع الضغوط التي تواجهها قطر بسبب استضافتها قياديي حماس ومطالب الولايات المتحدة لها بلعب دور الوسيط الحيادي.
وتمعن الجزيرة في تغطيتها الصحافية في استثارة العواطف وتجييش المشاعر عبر محتوى يخاطب ما يريده المشاهد العربي المتأثر بالحرب على غزة ويبحث عن أي بارقة أمل توحي بإمكانية الانتصار وسط الدمار والخراب والمعاناة الإنسانية الهائلة في غزة.
وتحدث معوض مع برنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، عن القرار الإسرائيلي وردة فعل إدارة القناة في قطر، محاولًا إظهار أكبر قدر من المهنية في التعامل مع القضية، وقال إن الحكومة الإسرائيلية لم تحذر الجزيرة قبل اتخاذ القرار، بل كانت رسائلها عبارة عن استهداف لصحفيي الجزيرة في غزة والضفة الغربية. وتشارك قطر، التي تستضيف قادة من حماس، في جهود الوساطة في سبيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يمكن أن يوقف الحرب في غزة.
وأعرب معوض أن الجزيرة ستتخذ الإجراءات القانونية بشأن القرار، بينما سيستمر "مراسلو الجزيرة بالعمل في إسرائيل والقدس بشكل قانوني". وتابع "سنلتزم بالقانون، وسنسلك كل الطرق القانونية، لن نوقف التغطية من إسرائيل هذا التزامنا، ستظل القصة على شاشتنا، ولن نستخدم شاشتنا للانتقام من أحد".
وقرأ محللون تصريحات معوض على أنها رسالة موجهة لواشنطن وإسرائيل على أن القناة القطرية مستعدة لتصويب نهجها وإعادة النظر في طريقة تعاملها وتغطيتها للأحداث والتطورات، إذ أكد على مسألة العمل بشكل قانوني وعدم الانتقام، أي عدم التصعيد ضد إسرائيل.
ويعتبر محمد معوض من أبرز الوجوه التي تمت الاستعانة بها في التغييرات التي أجريت في القناة في ديسمبر 2020، حيث أعلنت الشبكة تعيين طاقم جديد لغرفة أخبار قناة الجزيرة، يتضمن رائد فقيه مديرًا للتخطيط، وأمان الله الغنيم رئيسًا لقسم المراسلين بالإضافة إلى معوض.
وكان قد بدأ معوض مسيرته مع الجزيرة في العام 2017 مراسلًا للقناة في لندن، وانتقل للعمل مشرفًا تحريريًّا على غرفة الأخبار في الدوحة مطلع العام 2019، بعد أن أكمل مساره الأكاديمي، وقد أكمل دراسته في كلية كارتر للسلام ودراسات النزاع بجامعة جورج ميسن الأميركية، وتركزت دراسته على دور الإعلام في النزاعات، كما حصل على شهادة الدراسات العليا في الصحافة التلفزيونية من الجامعة الأميركية بالقاهرة.
معوض أعرب أن الجزيرة ستتخذ الإجراءات القانونية بشأن القرار، بينما سيستمر مراسلو الجزيرة بالعمل في إسرائيل والقدس بشكل قانوني.
ولطالما قالت الجزيرة إنها كانت أول قناة عربية تستضيف على الهواء سياسيين ومعلقين إسرائيليين، بزعم حرية الرأي والرأي الآخر، لكن ذلك لم يمنع انحيازها الواضح للإسلاميين في المنطقة وحركة حماس التي قدمت لها كل وسائل الدعاية، وأسكتت كل الأصوات المنتقدة لها.
وكانت العديد من التغطيات المباشرة شاهدًا على محاولة الجزيرة التغاضي والتعتيم على الرأي الآخر في حرب غزة، ومنها مقطع فيديو مصور لمراسل “قناة الجزيرة مباشر” في غزة أثناء قطعه حديثًا مباشرًا لأحد الفلسطينيين بسبب انتقاده لتركيا وقطر، قد شعر المراسل بالارتباك.
وقررت حكومةُ بنيامين نتنياهو وقف عمل شبكة الجزيرة التلفزيونية في إسرائيل، ومصادرة جميع معداتها بشكل فوري حيث يشمل القرار إغلاق مكاتبها في إسرائيل والقدس والجولان السوري، لكنه لا يشمل الضفة الغربية.
وظل مسؤولون إسرائيليون يتهمون الشبكة لسنوات بالتحيز تجاه إسرائيل. لكن انتقاداتهم لبث الجزيرة تكثفت بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وأعلنت وزارةُ الاتصالات الإسرائيلية أن الشرطة داهمت مكتبًا لشبكة"الجزيرة" في القدس بعد القرار الذي جاء بعدما أقرّ الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون يسمح بالإغلاق المؤقت لمحطات البث الأجنبية التي تُعتبر تهديدًا للأمن القومي. مع اتهام الحكومة الإسرائيلية للشبكة بالتحريض على الدولة.
ونددت شبكة الجزيرة في بيان لها بقرار إسرائيل ووصفته بأنه ” فعلٌ إجرامي، كما وصف مديرُ مكتب الجزيرة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، القرار بأنه "خطيرٌ ومُسيَّس".
ووضعت الجزيرة تصريحات نتنياهو "ضمن سلسلة من التعديات الإسرائيلية الممنهجة لإسكاتها، ومن ذلك اغتيال مراسلتها شيرين أبو عاقلة، وقتل صحافييها سامر أبو دقة وحمزة الدحدوح، وقصف مكتبها في غزة والاستهداف المتعمد لعدد من صحفيي الجزيرة وأفراد أسرهم واعتقال وترهيب مراسليها في الميدان".
ويدافع الكثير من المتابعين والجمهور عن حق قناة الجزيرة في الاستمرار والبث رغم أنهم يعتبرون أنه في الكثير من المرات قد أثبتت ازدواجية المعايير ورفض الرأي الآخر أو الاعتراف بوجوده أصلًا، كما أن تغطيتها لأحداث غزة منحازة بشكل مطلق إلى حماس على حساب الشعب الفلسطيني في غزة الذي تم الزج به في الحرب ويدفع ثمن قرارات لا رأي له فيها.
وقد وصف مجلس العلاقات الخارجية في الكونجرس الأميركي قناة الجزيرة بأنها إحدى أدوات القوة الناعمة للحكومة القطرية التي تسمح لها بالتأثير السياسي في الشرق الأوسط وفي العالم.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن أخبر زعماء اليهود الأميركيين بأنه عندما كان في الدوحة يوم 13 أكتوبر الماضي طلب من الحكومة القطرية تغيير موقفها العلني تجاه حماس، حسب ما قاله ثلاثة أشخاص حضروا الاجتماع.
ووفقا للحاضرين الثلاثة قال بلينكن إنه طلب التخفيف من حدة خطاب قناة الجزيرة في تغطيتها للحرب على غزة. وذكر أن بلينكن طلب من القطريين "خفض حجم تغطية الجزيرة لأنها مليئة بالتحريض ضد إسرائيل". وأضاف "يبدو أن بلينكن كان يتحدث عن شبكة الجزيرة بنسختها العربية وليست الإنجليزية".