يبدو أنه كتب علينا كشعب صبور وصاحب حق أن يطبق علينا حصار وحرب في الخدمات، حيث أصبح هدفا استراتيجيا من قبل التحالف الدولي على اليمن عامة والمحافظات المحررة خاصة، وفي الوقت نفسه يعاني الشعب من الأزمات المفتعلة ومن ضعف القدرة الشرائية نتيجة ضعف العملة وهبوطها وعدم دفع المرتبات في أوقاتها.

وفي ظل الصمت الرهيب من قبل الجميع وعندما تصل الأمور إلى انقطاع الكهرباء قرابة 21 ساعة وانعدام المياه ووصولها بعد أربعة أيام، دون أدنى احتجاج من المجلس الانتقالي الجنوبي وفي المقابل عدم وجود بوادر انفراجة حقيقية مستدامة لكل الأزمات وفي ظل عجز وتآمر على العاصمة عدن وانحطاط سياسي مهين، وغياب عن التحرك الفعال للضغط على التحالف لتفعيل الخدمات العامة كهرباء مياه اتصالات تعليم وإطلاق المرتبات.

وفي المقابل عدم وجود خطة سلام حقيقية ذات مرجعيات قانونية دولية يمكن الحديث والتفاوض على أساسها، فلابد من ترتيب البيت الجنوبي من الداخل ونبذ الخلافات وعدم التخوين واعتماد مخرجات الحوار الوطني كمرجعية سياسية تجمع كل المكونات، والاتفاق على رؤية سياسية تحقق مصلحة وطنية استعادة الوطن المسلوب.

وما آلت إليه الأمور من تعقيدات وتفاقم وأزمات تزداد يوم عن يوم، دعوا الشعب يخرج ويعبر عن غضبه ومعاناته واضربوا بيد من حديد لكل مخرب يستغل مظاهرات الاحتياجات والمعاناة التي يقوم بها الشعب بطرق سلمية.

فليَكُنْ المَخْرَجْ من هذه الأزمة ترتيب البيت الجنوبي ولا نبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة والبحث عن شماعة لتعليق أخطائنا وإخفاقاتنا عليها دون النظر إلى ما هو أشد وأخطر وما يحاك ويخطط ضدنا من مؤامرات وخلق أزمات تستهدف القضية الجنوبية وتنعكس على حال الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس وصبر بما فيه الكفاية.

وكحل سياسي للبلاد والمنطقة يقود إلى سلام دائم في المنطقة يراعي مصالح البلد والإقليم والعالم وإقامة علاقات حسن الجوار، أن يعلن المجلس الانتقالي الجنوبي انسحابه من الشراكة في المجلس الرئاسي وأن يفرض حل سياسي يعلن فيه الإدارة الذاتية للوصول إلى فك الارتباط وعودة الجمهورية إلى كيانها السياسي بحدود ماقبل1990م وتسويقه إلى العالم كحل أخير لا يمكن التراجع عنه وفق المعطيات والمتغيرات السياسية على الواقع.