الجعجعة هو صوت الطاحونة الحجرية الخالية من الحب اللازم للطحن، و(جعجعة بلا طحن) هو اسم لمسرحية كوميدية للشاعر والكاتب المسرحي الإنجليزي الشهير ويليم شكسبير، ويمكن اعتبار الجملة شرح موسع لمعنى (الكذب).
تذكرت ذلك عندما قرأت أن د. رشاد العليمي قال إن هناك مشروع لإنتاج الكهرباء بواسطة الرياح، وهذا بدوره يذكرنا بكلام المرحوم عفاش حين قال، في حملته الانتخابية التي بدأها من الحديدة، قال يومها بأننا سننتج الكهرباء بالطاقة النووية، ووصلت حملته الانتخابية إلى حضرموت التي دعا منها رجال الأعمال إلى الاستثمار في الكهرباء، وهكذا وصلنا إلى المحطات المستأجرة التي تلتهم ملايين الدولارات لتذهب للجيوب.
كان بن دغر يرأس حكومة الكفاءات التي كانت تفتقد للكفاءة في كل شيء بدون استثناء.
جاءت بعد ذلك حكومة المناصفة، أي حكومة (نص لي ونص لك ومالك وما للناس) التي كان يراسها د. معين عبدالملك وهو الوحيد الذي كان (يأكل بلا جعجعة) وما كنا لنعلم بذلك لولا كشف د. أحمد بن مبارك، رئيس الوزراء، لهول الفساد في وقود الكهرباء خلال السنوات الماضية، فالنيابة والقضاء وجهات حماية المال العام لم يحركوا ساكنًا طوال تلك السنوات.
الضخ الإعلامي حرفة إخونجية لا يعلى عليها فقد قرأت مؤخرًا أن بائعة فجل مصرية قالت لأحدهم إنها نادمة لأنها صوتت للسيسي فصورها (خينا) واحتفت بالخبر كل وسائل الإعلام الإخوانجية في أرجاء المعمورة وبكل اللغات.
آفة الإعلام الكاذب صارت حرفة يمنية، فكل هؤلاء الذين أعادتهم المقاومة إلى الواجهة ممن كانوا خردة في الحدائق الخلفية عادوا وفي جعبتهم الكثير مما اكتسبوه من مخزون تضليلي لم يقطع أرضًا ولم يبقِ ظهرًا طوال تاريخهم البائس.
هذا السم الكاذب المسمى إعلام أصاب كثيرًا من جوانب حياتنا، فحتى المرافق الحكومية الفاشلة أصبح لها قسم إعلام يمجد فشلها يذكرنا بشاعر القبيلة في زمن الجاهلية الذي يمجد حتى سطو القبيلة على حقوق الغير.
ألم نقل إنها جعجعة بلا طحن.