> "الأيام" سبوتنيك:
حلت الذكرى 34 على الوحدة اليمنية في بلد تمزقه الصراعات الداخلية والخارجية وسط تناقضات ما بين مؤيد لاستمرار الوحدة على أساس أنها صمام أمان في الوقت الذي يرى آخرون أنها انتهت رسميا منذ العام 1994 بإعلان الجنوب فك الارتباط مع الشمال.
والسؤال المطروح … ما الذي تبقى من تلك الوحدة بعد حالة التشظي والانقسام والحرب التي قاربت على إنهاء عقدها الأول دون أفق واضح للحل؟
- حالة من التشظي
وتابع عسكر: "الوحدة اليمنية باتت اليوم - لدى البعض-أحد تلك حوائط المبكى حيث يرمي عليها حمولة عجزه وقلة حيلته، ظناً منه أنه يتخلص من العبء الأخلاقي ومسؤولياته الوطنية عن تغيير واقع بائس نعيشه جميعاً، وأضحت الوحدة اليمنية لدى البعض الآخر مرمى الجمرات باعتبارها سبباً لكل بؤسه وشقائه والألم الذي طال تفاصيل حياته وضياع حلمه الجميل".
- مشروع كبير
ويكمل قائلا: "سيُضيع المزايدون الجدد على ما تبقى منها على عتبة الإمامة في صنعاء، بعد أن حُولت إما إلى حائط مبكى لدى البعض أو مرمى جمرات البعض الآخر".
- المطلوب اليوم
وأكد الوزير أن "المطلوب اليوم هو توحد اليمنيين شمالاً وجنوباً على كلمة سواء، وفق المشتركات وهي كثيرة، ووفق مشروع واحد جامع ينتمي للمستقبل، ينتمي للإنسان، يهدف إلى وقف الحرب وتحقيق السلام، بضمانات إقليمية ودولية ويترك للشعب حقه في تقرير مكانته السياسية والاجتماعية، وفق المرجعيات المتفق عليها، وحشد الدعم لتوفير الخدمات وتوفير المرتبات، وضبط سعر العملة، ورفع المعاناة الاقتصادية عن كاهل المواطن البسيط".
- ضياع للوقت
ووصف القيادي الجنوبي في حديثه لـ" سبوتنيك": "تجربة الوحدة بين الجنوب واليمن بالنكبة الحقيقية لشعب الجنوب، ولذلك فجهود المجلس الانتقالي وكل القوى الوطنية الجنوبية تنصب في اتجاه الخروج الآمن من هذا المأزق الكبير".
- مرحلة اللاعودة
وأوضح القيادي في الانتقالي أن "الوحدة أعلنت في مايو 1990 لكنها لم تقم وما تم فقط هو فتح المعابر والحدود والسماح لمواطني الدولتين بالتنقل دون قيود، لكن الدولتين والنظامين ظلا قائمين بكل مؤسساتهما، كما ظلت العملة والجيش قائمين حتى احتلال الجنوب في صيف1994، والذي شهد بعد ذلك فرضاً قسريا للوحدة على الجنوب، وتشريد قيادته ونهب ثرواته ومؤسساته وتسريح جيشه".
- مكاسب الوحدة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "بغض النظر عن عوامل الانقسام وتهديدات التشظي التي حدثت، لم يكن بإمكان أي طرف من الأطراف المتحاربة تحقيق مشروعه الانفصالي على الرغم من الدعم المادي والعسكرية كون مصير الشعب اليمني هو واحد رغم معاناته، إلا أنه لا يؤمن إلا بوحدته".
- الصراع الداخلي
وتابع الحاج: "اليوم أصبح اليمنيون أكثر وعيًا وإدراكًا لمصيرهم المشترك وتلاحمهم في الجنوب والشمال رغم معاناة الجميع من الأوضاع السيئة والنتائج الكارثية للصراع الداخلي والتحديات الإقليمية والدولية، لذا فإن تعزيز وحدة اليمن هو أعظم إنجاز للشعب اليمني بعيدًا عن المصالح السياسية والتجاذبات الخارجية والتي مع الأسف وجدت لها من يسوق لها ويمارسها ويسعى فعليا إلى تنفيذها في الداخل اليمني".
وأشار الحاج، إلى أنه رغم تلك التحديات التي ما زالت تتعرض لها الوحدة اليمنية، إلا أنها هي صمام الأمان لمستقبل اليمن وأجياله المستقبلية، لافتا إلى أن الانقسامات الداخلية والتوترات المناطقية، تعكس الآن حالة حقيقية صلابة التماسك والتلاحم الشعبي بين اليمنيين حول الوحدة، وهذا تجلي بالاحتفال بالذكرى الـ34 لعيد الوحدة في وقت يجمع شعب اليمن على أهمية الحفاظ على هذه الوحدة وأنها خيارهم في قوتهم وعزتهم".