مشروع متنفس حوطة لحج: حلم يتحول إلى كابوس بيئي

> هشام عطيري:

> بوادر أمل مؤجلة.. هل تنجح المنظمات الدولية في إنقاذ الحوطة؟
100 مليون ريال معلق بين الأمل والخيبة في معالجة مستنقع الحوطة

> كانت مدينة الحوطة قديمًا تحيط بها العديد من الحفر العميقة التي تشكلت نتيجة استخدام الطين من قبل المواطنين في بناء منازلهم. كانت تلك الحفر تعد عامل دفاع وحماية للمدينة أثناء الأمطار والسيول، حيث تستوعب المياه. انتهت بعض تلك الحفر، فيما لا تزال هناك حفر عميقة باقية، ومنها حفرة العدني التي تحولت في فترة من الفترات إلى موقع جميل فيه العديد من المزروعات المختلفة، وكانت الحفرة تسمى بحفرة مقبل.


في قلب مدينة الحوطة، يعيش مئات السكان وسط تحديات بيئية وإنسانية متزايدة، تجسدت بشكل ملموس في مستنقع الحوطة، الذي تحولت الحفرة القديمة إلى مصدر للمعاناة والمخاوف الصحية. ويتسم المستنقع بمياه آسنة تهدد صحة وسلامة السكان، ما دفع الأهالي إلى المطالبة بتدخل عاجل لإيجاد حلول فعالة.

بينما كانت الحفر العميقة في الماضي تعتبر عاملا من عوامل الدفاع والحماية للمدينة خلال الأمطار والسيول، تحولت الآن إلى مصدر للقلق والمخاوف. يتجلى ذلك في تحول بحيرة العدني إلى مستنقع مميت، حيث يتعرض السكان لخطر الأمراض والوفيات نتيجة التلوث البيئي.
  • مشروع متنفس
تمكنت السلطة المحلية بمديرية الحوطة خلال العقود الماضية من شراء هذه الحفرة بهدف التخطيط لها لتنفيذ متنفس يخدم أهالي المنطقة، لكن خطط السلطة المحلية باءت بالفشل نتيجة العديد من العوامل، ومنها عدم توفر الإمكانيات. انتهت المزروعات وتحولت إلى أرض قاحلة.
  • أكبر بحيرة من المياه الآسنة
تحيط بالحفرة العميقة العديد من الحارات، ومنها حارة العدني وحارة قيصى. كان هناك مشروع للصرف الصحي لحارة العدني، التي تعد من أفقر الحارات، حيث تعيش فيها أسر مهمشة. الهدف من المشروع كان تحسين الوضع الصحي والبيئي في الحارة من خلال بناء مجمع للصرف الصحي. فشل هذا المشروع منذ سنوات، مما أدى إلى تحول مياه الصرف الصحي إلى الحفرة العميقة، والتي أصبحت بحيرة من المياه الآسنة. لم تجد الجهات المختصة الحلول المناسبة لمعالجة هذه المشكلة، واستمرت معاناة الأهالي من مياه البحيرة.
  • أمراض ووفيات
يقول العديد من أهالي الحارتين المجاورتين للبحيرة الآسنة إنهم يعانون من وجود هذه البحيرة المكونة من مياه الصرف الصحي دون أن تجد حلول ومعالجات لها من قبل الجهات المختصة. وأشاروا إلى أن أطفالهم والمواطنين تعرضوا لأمراض ووفيات، بالإضافة إلى انتشار البعوض والحشرات الضارة بسبب هذا المستنقع الكبير.


وأوضح الأهالي أن العديد من الدراسات وضعت للتخلص من مياه الصرف الصحي من قبل السلطة المحلية وبعض المنظمات الدولية، بهدف إنشاء مشروع جديد للصرف الصحي لحارة العدني يساهم في إيجاد مخارج وحلول للمشكلة التي تهدد سكان عدد من حارات المدينة.
  • 100 مليون ريال
رصدت السلطة في المحافظة 100 مليون ريال لمشروع معالجة بحيرة الصرف الصحي وإنشاء خزان أرضي مع أجهزة شفط لإعادة ضخ مياه الصرف الصحي إلى خطوط المجاري الرئيسية. تم إرساء المشروع على أحد المقاولين، لكن بسبب أمور فنية وإشكاليات قد تواجه الأهالي، انسحب المقاول من المشروع وتوقف العمل فيه قبل أن يبدأ.
  • محافظ لحج يوضح
أكد اللواء التركي، محافظ لحج، أن السلطة المحلية في المحافظة تبذل جهودًا كبيرة لتخفيف معاناة المواطنين في الحارات المجاورة للمستنقع. وأوضح أن المستنقع في الحفرة له أعوام عديدة ولم يقم المحافظون السابقون بأي شيء لحل المشكلة.


وأشار إلى أنهم عملوا قدر المستطاع ورصدوا مئة مليون ريال وأعلنوا مناقصة، حيث رُسيت المناقصة واستلم المقاول المشروع. ولكن للأسف، انسحب المقاول من تنفيذ المشروع لأن بعض المنازل ستتضرر. وأضاف أن المشروع كبير والمبلغ المخصص له لا يزال موجودًا، وأنهم قدموا طلبات إلى عدة مؤسسات ومنظمات دولية لتنفيذ هذا المشروع، ولكن لم يتم التنفيذ رغم الدراسات.

وأكد أنهم لا يزالون يتابعون الحكومة لتمويل هذا المشروع كونه كبيرًا ويحتاج إلى مبلغ ضخم، معربًا عن أمله في أن ينجحوا في النهاية.
  • بوادر أمل
إحدى المنظمات الدولية المانحة، بحسب بعض المصادر، اعتمدت مشروع بحيرة الصرف الصحي في مدينة الحوطة وأعلنت المناقصة وفقًا للدراسات التي تم إعدادها. ولكن حتى اللحظة، لم يتم تنفيذ شيء على أرض الواقع.
  • مستنقع الموت
هذا المستنقع يعد مستنقع الموت، ويتوسع في ظل مناشدات الأهالي بإيجاد الحلول والمعالجات خشية حدوث كارثة قد تحدق بالمواطنين جراء استمرار وضع البحيرة الآسنة التي تعد أكبر مستنقع في المدينة. يأمل الأهالي في تحرك جديد للسلطة المحلية في المحافظة والمنظمات الدولية لمعالجة المشكلة التي يعانون منها منذ عقود ماضية حتى اليوم.

ويرى ناشطون وصحفيون أن مستنقع الحوطة من القضايا البيئية والإنسانية الملحة التي تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها المجتمعات المحلية في ظل نقص الإمكانيات والدعم.


هذا الوضع يعكس الفشل المستمر في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الضرورية، ويبرز الحاجة الماسة لتضافر الجهود بين السلطة المحلية والمنظمات الدولية لإيجاد حلول جذرية ومستدامة.

يرى أهالي الحوطة أنفسهم محاصرين بين وعود غير محققة وأزمات صحية متفاقمة، مما يزيد من معاناتهم اليومية. ويناشد الأهالي السلطات بتحركات حقيقية وملموسة لإنقاذ الحوطة من هذه الكارثة البيئية، وضمان حياة كريمة وآمنة لأهلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى