علي موسى.. موسيقار زمانه
> محمد العولقي:
عندما تشاهده داخل الملعب يسلب لبك وقلبك..فارع الطول..قدمان مثل فرجار..عينان تومضان ببريق خاص..إنه يشبه لاعب الباليه الاستعراضي.
الفنان الأصفر..مدفأة الشعلة..حطبها ووقودها..الكابتن علي موسى أول لاعب جنوبي جعل من كرة القدم موسيقى جميلة تعزف بالقدم.
تشاهده من المدرجات مثل حكيم..هادئ الملامح..يقرأ الخصم بمخه..عيناه تسجلان كل شيء.. يرصد..يحلل مثل كمبيوتر..ثم يجد الحل ولو من سم الإبرة.
علي موسى الدولي..صانع الألعاب الذي منح محمد حسن (أبو علاء) تاجا تهديفيا من غار ونار..كان لاعبا هادئا..كان مثل العاصفة..والعاصفة عادة تهدأ وتنشر سكونها التام بعد ذلك تعصف وتهيج وتقتلع كل أوتاد الخصم.
علي موسى..قاموس المحيط الذي يترجم كل شيء داخل الملعب..يبدأ عادة كل مباراة بتحليل نقاط ضعف الخصم.. يقرأ الذات جيدا ثم يتهيأ بعد ذلك لسهرة الليل.
معظم اللاعبين يكافحون لإحراز هدف للدخول إلى قلوب جماهير الكرة.. إلا علي موسى..كان يستمتع بكراته الحاسمة..كان يجاري رغبة عامرة داخله في عملية التمهيد للهدف.
هو عين الشعلة..لهيبها المستعر..هو يلعب في الوسط وكأن قدمه الساحرة تعزف على آلة الكورديون يتمايل يمنيا ويسارا..وكأنه في رحلة ترفيهية بين غمغمات الجداول والحقول.
هذا علي موسى يعزف موسيقى داخل الملعب.
كانت هذه أعظم شهادة ينتزعها علي موسى أمام باقة النجوم: فهد المصيبيح وماجد عبدالله وشائع النفيسة ومحيسن الجمعان وعبادي الهذلول وصالح النعيمة ومحمد عبد الجواد.
علي موسى هو القاسم المشترك الأكبر في تلك الأهداف.
علي موسى..آخر لاعب موسيقي..جعل من كرة القدم لحنا رفيعا لا يضاهيه لحن آخر.