إنها رحلة شيقة نكتسب من خلالها المعرفة والمهارات والخبرات وهي مليئة بالمفاجآت، ننتقل فيها من محطة لأخرى، وتمثل نهاية كل محطة بداية مشوار جديد، واستئناف مرحلة نمو ونضج مختلفة ومتنوعة، ومع تنوعها تظل حكايتنا متصلة، تتلون كل نهاية فيها بلون تجربة مختلفة عن الأخرى، تمامًا كلحظة الولادة التي تمثل أولى النهايات، حيث نُفارق عالم الرحم ونبدأ رحلة تعلمنا في الحياة، ومع مرور الوقت، تتنوع ألوان النهايات، كفطامنا عن الرضاعة، ودخول المدرسة، ثم انتهاء مرحلة الدراسة، ودخول سوق العمل وخوض غمار تجارب مهنية جديدة، ومع كل نهاية، تبدأ قصة تعلم جديدة وهكذا..

إن النهايات حتمية..!!

لا مفر منها، لكنها في الوقت نفسه ليست نهاية المطاف، بل هي بداية تعلم جديدة لشيء آخر، وتمهيد لرحلة استكشاف مبتكرة، لذا مهما كانت النهايات سعيدة أم حزينة، متوقعة أم مفاجئة، فهي جزء من رحلة تعلمنا المستمرة، تجعلنا أكثر قدرة ونضجًا، قوة وإدراكًا، خبرة وممارسة، حكمة وحصافة في استكمال هذه الرحلة الجماعية الطويلة..

إننا أحيانًا نحزن بشدة عندما نخطئ في محطة من محطات التعلم أو عند وقوعنا على الأرض، بينما هذا "الخطأ" وهذا "التعثر" هما جزء مهم في رحلة التعلم والتطوير الشخصي والمهني، أننا من خلالهما نستطيع أن نكتسب فهمًا أعمق ونحسن من مهاراتنا وقدراتنا على الوقوف مرة أخرى، فكل خطأ يمثل فرصة لاكتساب خبرة جديدة والتعرف على نقاط ضعفنا والعمل على تحسينها، مما يجعلنا أكثر كفاءة في المستقبل، كما يقودنا إلى التفكير بطرق جديدة ومبتكرة لإيجاد حلول للمشاكل والتعامل معها بمرونة والتكيّف مع الظروف المختلفة، هكذا تتضاعف ثقتنا بأنفسنا وبقدرتنا على مواجهة التحديات من جانب، ومن جانب آخر فإنه يزيدنا قربًا ووصلًا مع الخالق عز وجل وينمي فينا روح التوكل عليه والتسليم والرضاء لأمره المبارك.

نعم إن رحلة التعلم مستمرة مدى الحياة، وفي كل مرحلة هناك وسيلة لتطوير الذات وتغييرنا وتغيير مجتمعنا نحو الأفضل..

المهم ..!!

أن نعلم أنها رحلة وليست سباقا نخوضه لنثبت شيء لأحد، أو ننافس الآخر، بهذه الرؤية تتعزز فينا روح الدعم المتبادل والوحدة والمشاركة كي نصل لمحطة النضج الجماعيّ بسلام ونبلغ مسيرة تكاملنا الحضاري بكل يسر وأمان.

ودمتم سالمين.