> عدن «الأيام» ريم رامي محمد:

  • مدير بريد عدن لـ "الأيام": خدمات البريد سُحبت ومنحت للجهات الخاصة
  • العولقي لـ"الأيام": القانون يؤكد أن البريد هو الجهة المخولة بتقديم الخدمات المالية
  • البريد يحتفظ فقط بتسليم مرتبات المتقاعدين وموظفي صندوق النظافة
  • جوتيريش يشيد بدور الاتحاد البريدي العالمي في التواصل الدولي
> في حديث صحفي خاص بمناسبة اليوم العالمي للبريد، تطرق مدير الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي في العاصمة عدن، عمرو عوض العولقي، إلى جملة من التحديات التي تواجه البريد منذ حرب 2015م، مشيرًا إلى أن ظاهرة السمسرة انتشرت خلال تلك الفترة نتيجة لانعدام السيولة النقدية في البنك المركزي، لكن هذه الظاهرة انتهت مع استقرار توفر السيولة لاحقًا.

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع احتفالات العالم باليوم العالمي للبريد الذي يصادف التاسع من أكتوبر من كل عام. بهذه المناسبة، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، رسالة خاصة يحتفل فيها بالذكرى السنوية الخمسين بعد المائة لإنشاء الاتحاد البريدي العالمي. وأشار غوتيريش في رسالته إلى أهمية البريد في ربط المجتمعات وتعزيز الحق في التواصل، خاصة في أوقات الحرب والسلم والأزمات.
  • التحديات التي تواجه البريد في عدن
في لقاءه مع "الأيام"، أشار العولقي إلى أن جميع الخدمات البريدية في العاصمة عدن تم سحبها وتحويلها إلى جهات خاصة، وهو أمر مخالف للقانون رقم (64) لعام 1991م الذي ينص على أن البريد هو الجهة الوحيدة المخولة بتقديم كافة الخدمات البريدية والمالية. وأضاف أن البريد لم يعد يحتفظ سوى بخدمة صرف رواتب المتقاعدين العسكريين ومرتبات صندوق النظافة وتحسين العاصمة عدن.

مدير الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي في العاصمة عدن - عمرو عوض العولقي
مدير الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي في العاصمة عدن - عمرو عوض العولقي

ومن بين الخدمات التي كانت تقدمها مكاتب البريد قبل الحرب، أشار العولقي إلى تسديد فواتير الكهرباء والمياه والاتصالات. وأوضح أن البريد تمكن من استعادة خدمة تسديد فواتير الكهرباء في شهر أكتوبر 2022م، حيث تم زيادة عدد المكاتب التي تقدم هذه الخدمة ليصل إلى عشرة مكاتب بفضل التعاون مع مدير عام مؤسسة الكهرباء سالم الوليدي. ومع ذلك، فإن خدمة تسديد فواتير المياه والاتصالات ما زالت غير مفعّلة حتى الآن نتيجة لانفصال الشبكة التي تربط بين المؤسسات من صنعاء.
  • ظاهرة السمسرة وانتهاؤها
تطرّق العولقي إلى ظاهرة السمسرة التي انتشرت في البريد بعد حرب 2015م، عندما اختفت السيولة النقدية من البنك المركزي. هذا الانقطاع أدى إلى لجوء المواطنين إلى السماسرة للحصول على رواتبهم. ومع عودة توفر السيولة في البنك المركزي، انتهت هذه الظاهرة إلى حد كبير، حيث يحصل المواطنون اليوم على رواتبهم مباشرة من مكاتب البريد. إلا أن العولقي أشار إلى أن البعض ما زال يفضل التعامل مع السماسرة.
  • مستقبل البريد في عدن
وفيما يتعلق بمستقبل البريد في العاصمة عدن، أكد العولقي أن البريد مستعد لاستعادة دوره الكامل في تقديم كافة الخدمات كما كان عليه الحال قبل عام 2015م. وأوضح أن البريد قادر على استئناف صرف مرتبات جميع القطاعات الحكومية إذا ما تمت إعادة هذه المسؤولية إليه. كما دعا الجهات المسؤولة في الحكومة إلى إعادة النظر في دور البريد كصرح حكومي يمثل الدولة، والعمل على إعادة كافة الخدمات إليه.
  • رسالة جوتيريش في اليوم العالمي للبريد
في رسالة وجهها أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم العالمي للبريد، أشاد بدور الاتحاد البريدي العالمي في تحقيق التواصل بين المجتمعات وضمان وصول الرسائل والبضائع والخدمات المالية حتى إلى أبعد الأماكن في العالم. وأشار إلى أن الاتحاد يعد من أقدم الأمثلة على التعاون الدولي متعدد الأطراف، وهو الذي ساهم في تحويل العالم إلى منطقة بريدية واحدة متصلة.

كما أشاد غوتيريش بالدور المستمر للاتحاد في تبني التكنولوجيات الجديدة وتوظيفها لخدمة البشرية بطرق لا غنى عنها. واختتم رسالته بالدعوة إلى الاحتفال بالجهود التي يبذلها الاتحاد البريدي العالمي في تقريب المسافات بين الناس وتوحيد العالم من خلال خدماته البريدية الحيوية.
  • دور البريد في زمن الأزمات
من جهته، أكد العولقي أن البريد كان ولا يزال جزءًا أساسيًا من نسيج المجتمع، خصوصًا في أوقات الأزمات. فرغم كل الصعوبات التي مرت بها عدن، تمكن البريد من الاستمرار في تقديم خدماته الحيوية، ولو بشكل محدود. ولفت إلى أن البريد يمتلك بنية تحتية قوية يمكن استغلالها بشكل أفضل لتوسيع الخدمات المالية والبريدية، إذا ما حصل على الدعم الكافي من الجهات المعنية.

وبمناسبة اليوم العالمي للبريد، يتجدد الحديث عن أهمية البريد كوسيلة أساسية للتواصل والخدمات، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. وفي عدن، يبقى البريد محورًا مهمًا في الحياة اليومية للكثير من المواطنين، رغم التحديات التي يواجهها. ومن خلال الجهود المتواصلة لإعادة تنشيطه وتوسيع خدماته، يمكن للبريد أن يستعيد دوره الحيوي في خدمة المجتمع بشكل أكبر وأفضل.