كتبنا وكتب غيرنا العديد من الآراء والمقالات عما لحق بالريال من اهتزازات تآكلت بموجبها قيمته الفعلية لينعكس ذلك سلبا على الأسعار بالأسواق التي من جراء التذبذب المستمر لقيمة الريال عاشت وتعيش خللا هيكليا أطاح بمقومات حياة الناس في بلادنا وخاصة المتقاعدين وذوي الدخول الثابتة والهزيلة، وأثر ذلك على أوضاع المنتجين المحليين وعلى كل مظاهر حياة الناس استهلاكا وتنقلا وطبابة وغير ذلك.

إنها أزمة هيكلية خطيرة تترافق مع انهيار منظومة العمل المصرفي المحاصر من قبل منظومة صيارفة تمارس كل الألاعيب التي تطيح بالريال ولا تمارس بتاتا أعمال الصرافة والصيرفة بل أعمال المضاربة.
البنك المركزي بات مرهونا بلعبة المزادات وتلك لم تؤتَ أكلها والحكومة والمجلس الرئاسي تتدحرج الكرة في ملعبهما.

أقول فليصحو الجميع عن الغفلة والتغافل، فحال الناس وصل الحضيض ومن جانبي ها أنا أدعو كل اقتصاديي البلاد ومراكز الأبحاث الاقتصادية بالجامعات والغرف التجارية لعقد مؤتمر اقتصادي وطني سريع يتصدى برؤية قابلة للنفاذ الفوري وعلى مراحل وضمن ضوابط نتوصل إليها من خلال أعمال المؤتمر المقترح.

إنني أهيب بالحكومة وكل أحزاب الشرعية وغيرها حشد الخبراء لديها لإنجاز هذا العمل الوطني العاجل، فالوقت ليس وقت مناكفات بل وقت التصدي لكل العوائق التي تركت تتضخم فسادا حتى بلغ السيل الزبى.
مخلصا لوجه الله والوطن أدعو جميع الجهات لإنجاح هذا المقترح وفي المقدمة المجلس الرئاسي، والحكومة، وكل الأحزاب، والغرف التجارية.

جوهر المؤتمر ليس المماحكات، لكن وضع الخطوط والخطوات الصحيحة لمواجهة ما تمر به البلاد من كارثة أوصلتها لاستيراد الطماطم بالطائرات وكأن يوم الحشر قد هل علينا.. اللهم إني بلغت.