> الرياض «الأيام»:
وقع وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، مع نظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان، مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك بين البلدين، وذلك في خضم توتر غير مسبوق في المنطقة بسبب تداعيات الحرب في غزة ولبنان وكذلك الردود العسكرية بين إيران وإسرائيل.
ويعمل البلدان كذلك على مواجهة ظاهرة تهريب المخدرات عبر الحدود حيث عقد البلدان مباحثات أمنية موسعة قبل شهر لأول مرة منذ 10 سنوات تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني بين البلدين وتأمين الحدود المشتركة التي تمتد لأكثر من 800 كيلومتر. بعد توقيع الجانبين اتفاقية أمنية مشتركة العام الماضي، تضمنت التنسيق الأمني بهذا الشأن.
ويأتي توقيع مذكرة التفاهم أمس خلال زيارة غير محددة المدة يجريها العباسي إلى السعودية، وفق بيان لوزارة الدفاع العراقية فيما تشهد العلاقات بين بغداد والرياض الكثير من التحسن في السنوات الأخيرة رغم بعض الخلافات في عدد من الملفات.
وذكر البيان أن "ضمن إطار التعاون الإقليمي المشترك بين العراق ودول الجوار وصل وزير الدفاع ثابت محمد سعيد العباسي، إلى السعودية على رأس وفد أمني رفيع المستوى التقى خلالها وزير الدفاع نظيره السعودي، بحضور سفيرة العراق لدى المملكة صفية السهيل".
ولفت إلى أن الوزيرين وقعا "مذكرة تفاهم للتعاون العسكري المشترك بين العراق والسعودية" وبحثا "آلية للتدريب المشترك بين القوات العراقية والقوات السعودية، وجرى الاتفاق على إقامة الدورات والتمارين العسكرية المشتركة بين الجيشين"، وبعد قطيعة استمرت نحو 25 عاما إثر إغلاق السعودية سفارتها في بغداد احتجاجا على غزو العراق للكويت عام 1990، استأنف البلدان علاقتهما الدبلوماسية في 2015، ووقعا اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة عديدة، إضافة إلى زيارات متبادلة بين مسؤولي الدولتين، ورغم المخاوف التي أبدتها الرياض من هيمنة طهران على القرار السياسي لبغداد منذ نحو عقدين إضافة لتواجد ميليشيات تسببت في تهديد الأمن الإقليمي ووجهت العديد من المرات تحذيرات للمملكة، لكن السعوديين لا يزالون يعولون على التعاون مع العراق في مختلف المجالات وبناء مرحلة جديدة من الشراكة بما فيها الشراكة العسكرية.
واستضافت بغداد منذ 2021 مباحثات بين إيران والسعودية جرى آخرها في أبريل 2022 لإنهاء القطيعة الممتدة منذ 2016، أملا في التوصل إلى تفاهمات بشأن خلافات في عدة ملفات أبرزها حرب اليمن.
وناقش اللقاء كذلك "العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين الشقيقين، فيما طُرحت عدة مواضيع أهمها، تطورات الأوضاع الأمنية الإقليمية والمستجدات في المنطقة وأهم الجهود المبذولة لخفض التصعيد"، وفق البيان.
وتسعى السعودية جاهدة لاحتواء توتر في المنطقة بسبب تداعيات الحرب في غزة ولبنان وهو ما يريده العراق المتخوف من أن يعلق في حرب وردود عسكرية بين طهران وتل أبيب خاصة بعد استخدام أجوائه من قبل الطيران الإسرائيلي واستخدام الميليشيات لأراضيه لشن هجمات بالمسيرات على الدولة العبرية.
والتعاون شمل في الفترة الماضية المجالين الاقتصادي والأمني، حيث أدى وزير التجارة السعودي ماجد القصبي زيارة لبغداد في شهر يونيو الماضي لبحث التعاون الاقتصادي والتجاري.
وتعد الهواجس الأمنية المشتركة من أبرز محددات العلاقة بين العراق والسعودية، حيث يرتبط البلدان بحدود بريّة طويلة، وعلاقات جوار تاريخية، ويعتبر ملف تأمين الحدود العراقية السعودية من أهم الملفات التي تسعى الرياض إلى التوافق بشأنها مع العراق، خاصة مع وجود فصائل مسلحة متعددة على طول الحدود.