المرأة هي الحاضنة للحياة، إنها تمنح العالم روح الأمل والطمأنينة، وتزرع بذور الحب والتسامح في نفوس من حولها.
إن صوت المرأة هو صوت السلام؛ فهو الصوت الذي يدعو للوئام بدلًا من العنف، والحوار بدلًا من الصراع. صوتها ليس مجرد كلمات عابرة، بل هو رسالة عميقة تدعو لتحقيق عالمٍ خالٍ من الحروب، مليء بالتفاهم والأمان.
إن دور المرأة يبدأ من أسرتها الصغيرة ليشمل مجتمعها، فهي من تزرع في أبنائها حب السلام واحترام الحياة، وتغرس فيهم قيم التعايش والتسامح. صوتها هادئ لكنه مؤثر، يبعث برسالة أمل للأجيال الجديدة، بأن القوة الحقيقية ليست في السلاح، بل في المحبة والعطاء.
لقد كانت المرأة عبر التاريخ أول من يرفض الحروب ويدعو إلى السلام. لذا نسمعها تكرر هذه العبارة باستمرار: " كبرته وربيته" فهي تحمل في طياتها رحلة طويلة من الصبر والتضحيات، فهل يا ترى بإمكانها أن تسمح بفقدانها أو ضياعها ببساطة في ساحات الحرب، بهذه العبارة تختصر الأم قصة حياة بأكملها، تختصر خوفها العميق من أن ينتهي برصاصة تبدد كل شيء، وليس فقط لأنها تخشى على أبنائها وأحبائها، بل لأنها تدرك بعمق أن الحرب لا يأتي إلا بالدمار والدموع. لذا تقف المرأة بصوتها الدافئ في وجه كل ما يهدد استقرار المجتمع، وتنادي بالحلول السلمية والنقاش كسبيل لتحقيق التفاهم، إن صوتها دعوة صادقة للتخلي عن العنف، فهي ترى في السلام الطريق الوحيد لتحقيق الأمان للجميع.
إنها مربية الأجيال تزرع فيهم قيم العدل والتسامح. بصوتها الذي يحمل الحكمة والصبر، تنقل للأبناء معنى السلام الحقيقي، تربيهم على فهم الآخر، وقبول الاختلافات، ومعالجة النزاعات بطرق سلمية، هي تعلمهم أن السلام يبدأ من داخل النفس وينتقل إلى الآخرين. عندما تربي المرأة جيلًا واعيًا بقيمة السلام، فإنها بذلك تبني مستقبلًا أكثر إشراقًا وسلامًا.
إن صوتها هو الجسر الذي يربط بين القلوب، فهي تتمتع بقدرة فطرية على التواصل والتفاهم مع الآخرين.
المرأة قادرة على فهم مشاعر من حولها وتقدير احتياجاتهم، وهو ما يجعلها قادرة على نشر مبدأ التعايش والتفاهم في مجتمعٍ يعاني من التعصبات بكافة أشكالها، لذا فهي تشجع من حولها على التخلي عن الكراهية والغضب، وتسعى في نشر روح التفاهم والمحبة بين الناس وبأسلوبها اللطيف ونصائحها الحكيمة تساعد على تقريب المسافات وتوطيد العلاقات الإنسانية، هي الحامية الأولى لعائلتها، وصوت السلام الذي يرفض الحرب ويدعو للحفاظ على الحياة.
ترفض أن ترى أبناءها يحملون السلاح، لأنها تؤمن بأن التربية والرعاية التي قدمتها تستحق أن تزهر في مستقبل آمن ومشرق، لا أن تذهب هباءً في ساحات القتال.
بتوجيهاتها وإصرارها، تكون المرأة حائطًا يمنع عائلتها من الانخراط في الحروب، وتعزز فيهم حب الحياة والبحث عن السلام كسبيل دائم لتحقيق الأمان والسعادة.