في ظل الفلتان السلطوي، بل غياب السلطة المسيطرة على مقدرات الشعب، وتحول كل أسماء المتسلطين إلى أدوات نهب لكل المقدرات الواردة من الخارج. وفي ظل الشراكة مع السلطة الفاسدة، المنفلتة، نكون كمسؤولين جنوبيين بالنتيجة والمنطق، جزء من منظومة الفساد، ومسؤولون عن كل المعاناة التي يعيشها الشعب الجنوبي.
سنفترض أنهم أجبروا على الشراكة (مع عدم إقرارنا بأنه يوجد من يفرض إرادته على الشعب) حينها يصير المقبول أن تقوم الرباعية بأداء دورها تجاه الشعب وأن توفر الحد الأدنى من الخدمات وميزانيات تشغيل أجهزة الدولة، بما يسمح باستمرار الحياة الطبيعية قدر الإمكان.
لا أحد من إخواننا المسؤولين الجنوبيين قادر اليوم على إقناع مواطن بسيط، بالسياسات المتبعة في الوقت الراهن؛ السبب بسيط هو غياب استراتيجية حل القضية الجنوبية ومن يقول بأن لديه مثل هذه الاستراتيجية فعليه إظهارها وإقناعنا بها وسنكون أول من يقف في صفه، وسنبشر بها في كل مكان نستطيع إيصال صوتنا إليه.
لا نستطيع بناء الحلول لقضايانا، من خلال ربطها بوجود حلول لأطراف سياسية أخرى في الإقليم وفي المنطقة، ذلك لأن تشعيب مشكلتنا سيدخلنا في دوامات لا آخر لها.
من وجهة نظري، علينا التحرك السياسي في إطار المتفق عليه في الميثاق الوطني الجنوبي وتنفيذ بنوده، وبناء التحالفات مع الآخرين، على قاعدة تلك الثوابت وسيبذل شعبنا كل جهده لتحقيق أهداف الميثاق.
والله ومصلحة هذا الشعب الأبي من وراء القصد.