> مدخل تاريخي:
في 21 مايو 1994م، جاء إعلان فك الارتباط من قبل علي سالم البيض كمحاولة لاستعادة القرار الجنوبي، لكن النظام المركزي في صنعاء، المعتمد على تركيبة حزبية وقبلية، قمع تلك المحاولة. ومع مرور الزمن، تجذرت القضية الجنوبية في الوعي السياسي والاجتماعي للجنوب، لتظهر بشكل أوضح بعد حرب 2015م، التي كانت نقطة تحول جديدة في مسار النضال، متوجة بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017م.
1 . التهميش والإقصاء:
2 . الهوية الوطنية:
3 . النضال الشعبي:
4 . المطالب السياسية:
5 . التحديات الإقليمية والدولية:
القضية الجنوبية لم تكن يومًا مطلبًا عابرًا، بل كانت وما زالت قضية شعب يسعى لاستعادة هويته وحقوقه المشروعة. وبينما تختلف الأدوات والظروف، فإن الثابت هو استمرار النضال. اليوم، يمتلك الجنوب فرصة تاريخية لتحقيق تطلعاته، لكن ذلك يتطلب وعيًا سياسيًا عميقًا، توحيدًا للصفوف، واستمرارًا في الضغط الدبلوماسي.
إن ما يجمع بين الماضي والحاضر هو الإيمان بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وهو الحق الذي لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه.
منذ إعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م، وما تبعها من أزمات سياسية واقتصادية، وصولًا إلى حرب صيف 1994م التي كرست احتلال الجنوب تحت نظام الجمهورية العربية اليمنية، شهدت القضية الجنوبية تطورات متلاحقة ومتعاقبة، جعلتها محور النضال الجنوبي من أجل استعادة الدولة التي ذابت في إطار مشروع الوحدة. تلك الحرب، وما تبعها من إقصاء وتهميش، كانت بداية لواقع فرضته القوى الشمالية تحت قيادة نظام علي عبدالله صالح، الذي تعامل مع الجنوب كغنيمة حرب، لا شريك في دولة.
نقاط الالتقاء بين الماضي والحاضر:
القضية الجنوبية في جوهرها واحدة، وإن اختلفت أدواتها وظروفها الزمنية. من أبرز النقاط المشتركة بين الماضي والحاضر:
منذ حرب 1994م، تعرض الجنوب لتهميش شامل طال السياسة والاقتصاد، فضلًا عن استنزاف الموارد الطبيعية. هذا النهج لم يتغير كثيرًا، حيث لا تزال القوى الشمالية ترى الجنوب مجرد مصدر للثروة وقاعدة سياسية يمكن التحكم بها.
القضية الجنوبية كانت وما زالت نضالًا من أجل استعادة هوية سياسية مستقلة. في الماضي، كانت الهوية الجنوبية تُذَوَّب قسرًا تحت شعار الوحدة، بينما اليوم، تُرفع مجددًا كحق مشروع لشعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة.
سواء كان عبر الحزب الاشتراكي في تسعينيات القرن الماضي أو من خلال المجلس الانتقالي اليوم، ظل الشعب الجنوبي هو المحرك الأساسي للنضال، مدفوعًا برغبته في استعادة السيادة وإيقاف الهيمنة الشمالية.
إعلان فك الارتباط عام 1994م يُعتبر بذرة لمطالب استعادة الدولة. اليوم، تتجسد هذه المطالب بشكل أكثر تنظيمًا من خلال الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي، الذي يرفع شعار "الاستقلال" كحق غير قابل للتفاوض.
في كلا الفترتين، تأثرت القضية الجنوبية بالسياق الإقليمي والدولي. في التسعينيات، لم تجد القضية الجنوبية دعمًا دوليًّا قويًّا، أما اليوم، فإن التحركات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي تسعى لجعل القضية الجنوبية حاضرة على أجندة المجتمع الدولي.
بين الماضي والحاضر: الرهانات والمألات رغم التشابه الكبير في السياق، إلا أن القضية الجنوبية اليوم أكثر نضجًا وتنظيمًا. تأسيس المجلس الانتقالي كممثل شرعي لشعب الجنوب وفر مظلة سياسية موحدة. ومع ذلك، فإن التحديات مستمرة، حيث يسعى النظام الشمالي إلى إبقاء الجنوب في دائرة الصراع الداخلي لتحقيق مكاسب سياسية.
من جهة أخرى، هناك تغييرات في التوازن الإقليمي، حيث باتت بعض الدول العربية تدرك أهمية وجود جنوب قوي ومستقر في مواجهة التحديات الإقليمية، مما يعزز فرص الجنوب في تحقيق استقلاله.
إن ما يجمع بين الماضي والحاضر هو الإيمان بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وهو الحق الذي لا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه.