لقد فشلت وحدة الشراكة عام 1990م بفشل تحقيق-تنفيذ - مهام الفترة الانتقالية المحددة بعامين لدمج مؤسسات الدولتين وبفشل عدم تنفيذ اتفاق العهد والاتفاق في الأردن مطلع عام 1994م من لدن الطرف الشمالي! وحيث أنتج ذلك الحرب والاحتلال! في صيف عام 1994م، ولقد فشلت الشراكة وما أشبه الليلة بالبارحة - بفشل تحقيق – تنفيذ - المهام التي بُنيتْ عليها: معالجة أوضاع أبناء شعب الجنوب المعيشية والخدمية وإعادة تأسيس/ تفعيل الهيئات والمؤسسات الرقابية والمحاسبية بهدف مكافحة الفساد وكشف الفاسدين وحيث أنتج ذلك حرب الإفقار والتجويع، وتضاعفت معاناة الناس المعيشية والخدمية وازدادت سوءًا على سوء وارتفعت الأسعار وهبطت العملة المحلية وتدهورت الخدمات العامة وأوصلت الناس إلى كارثة المجاعة وانتشر غول الفساد وتَنَمّرتْ تماسيحه وصار بمئات الملايين، ما حدث في مصفاة عدن أنموذجًا وهو ما أشرنا إليه وغيره تفصيلًا في مقالنا الأسبوع الماضي نشرته صحيفتا "الأيام" والأمناء ومواقع وجروبات التواصل الاجتماعي تحت عنوان (شعب الجنوب بين إرهاب الفساد وإرهاب قوى العدوان والظلام)، يُضاف إليه: أحال رئيس الوزراء المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية إلى النائب العام في قضايا فساد وجرائم المال العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم وفقًا لما نشره موقع صحيفة"الأيام" الجمعة 22 نوفمبر الحالي.

إن أوضاعا تضع المجلس الانتقالي الجنوبي ولا ريب في ذلك أمام مسؤوليته تجاه أبناء جلدته وشعبه، في ذات السياق هناك من يدعوا للحسم قبل فوات الأوان، وهناك من يدعوا إلى فض الشراكة ووضع اليد، ولجهة شعوره من موقع المسؤولية تجاه شعبه/ شعب الجنوب هناك من يتحدث عن الإدارة الذاتية وعن العصيان المدني كذلك مالم تكن حلولا جذرية تنتهي الأزمة والوقوف مع الشعب ضد عصابات الأزمات.

نشرت صحيفة "الأيام" في صفحتها الأولى عدد يوم الخميس 21 نوفمبر الحالي خبرًا تحت عنوان (الشرعية اليمنية تبحث عن بديل تحسبًا لانفراط شراكتها مع الانتقالي) وفي التفاصيل: تبحث بتوجهها نحو تفعيل دور مجلس النواب - انعقاد اجتماع للعليمي مع رئيس مجلس النواب البركاني ونوابه الشدادي وباصرة -والإعلان عن خطة لإعادة هيكلة المؤسسات الحكومية وتشجيع إنشاء التكتلات المناطقية والحزبية المساندة، وتشكيل مجلس محافظة مأرب وذلك لتمتين جدارها الداخلي والحفاظ على تماسكها الذي تتهدده اشتداد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي لم تؤثر على شعبيتها ولكن ساهمت في اهتزاز الثقة بينها وبين شريكها المجلس الانتقالي إلى نهاية ما ورد بالخبر.

فيما نشرت صحيفة "الأيام" عدد يوم السبت 23 نوفمبر الحالي خبرًا عن تدخل سعودي من خلال السفير ال جابر بأن يعقد مجلس النواب اجتماعًا له في عدن وربما وجود الرئيس عيدروس الزبيدي في السعودية لذات الغرض.

وفي كل الأحوال لا نود الخوض في الماضي وتحالف قوى حرب صيف عام 1994 الاحتلالية الظالمة بما هي نتائج وثمار تلك الحرب ونفحات بركاتها! تناسلت وتتناسل في الجنوب وعلى صورة حروب وثارات وفساد وأزمات معيشية وخدمية واختلالات أمنية وفي الحياة العامة ونكتفي بالقول ولما سلف:

إن المجلس الانتقالي الجنوبي ليس مُكوَّن يمكن تهميشه/تجاوزه بـ:هيكلة – مُكوّنْ – تحالف - مجال، إذ هو حاضنة شعبية ومجتمعية وسياسية ومدنية لكل أبناء شعب الجنوب على امتداد مساحة الجنوب الجغرافية والسكانية وموجود على الأرض وجزء لا يتجزأ من شعبه/شعب الجنوب ونسيجه الاجتماعي وحامل قضيته وممثله في استعادة دولته الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال بحدود ما قبل 21 مايو 1990.