الحرب في اليمن ليست مجرد صراع محلي محدود، بل هي واحدة من أعقد وأطول الحروب في العصر الحديث، حيث اختلطت فيها المصالح الإقليمية والدولية بالصراعات الداخلية، مما جعل إنهاءها مهمة ملحة تتجاوز الحسابات الضيقة.

اليمن، هذا البلد العريق الذي كان يومًا سعيدًا، يعاني منذ سنوات من حرب دمرت كل مقومات الحياة: اقتصاد منهار، ملايين النازحين، أطفال يعانون من سوء التغذية، ومدن تحولت إلى أطلال. هذا الواقع يفرض علينا جميعًا - يمنيين وغير يمنيين - أن نجعل من إنهاء هذه الحرب أولوية مقدسة، لا تقبل التأجيل أو المساومة.
  • لماذا أولوية مقدسة؟
1. حماية الإنسان اليمني:

الإنسان هو جوهر أي وطن. في اليمن، يدفع المواطن العادي الثمن الأكبر للحرب. الأسر تُفكك، الأجيال تُحرم من التعليم، والملايين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. إنقاذ هذا الإنسان هو واجب أخلاقي وإنساني لا يحتمل التأخير.

2. حفظ وحدة اليمن:

الحرب لم تؤدِّ فقط إلى خسائر بشرية واقتصادية، بل هددت أيضًا وحدة البلاد. مشاريع التقسيم والتفكيك تُطرح علنًا، وإذا لم يتم وضع حد لهذه الحرب، فقد يفقد اليمن هويته الوطنية.

3. تجنيب المنطقة كارثة أوسع:

استمرار الحرب في اليمن يُمثل قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي. التدخلات الخارجية تزيد من تعقيد المشهد، مما يجعل اليمن ساحة لتصفية الحسابات على حساب شعبه.
  • الحل يبدأ من الداخل
لا يمكن لأي مبادرة إقليمية أو دولية أن تنجح ما لم تُدرك الأطراف اليمنية أن الحل يبدأ وينتهي بين اليمنيين أنفسهم. الحوار اليمني - اليمني هو المسار الوحيد لإنقاذ البلد من هذا المستنقع.

هذا الحوار يجب أن يكون شاملًا، يُعطي الأولوية لمصلحة اليمن العليا، ويتجاوز منطق الغلبة أو الإقصاء. يجب أن يتفق اليمنيون على وقف الحرب، معالجة القضايا الإنسانية، والشروع في بناء نظام سياسي يضمن التمثيل العادل للجميع.
  • دور المجتمع الدولي والإقليمي
المجتمع الدولي والإقليمي يتحمل مسؤولية كبيرة في دعم جهود السلام. يجب أن تُمارس ضغوط حقيقية على الأطراف المتصارعة للالتزام بالحلول السلمية، مع توفير ضمانات لعدم عودة الصراع.

الدول الكبرى والإقليمية يجب أن تضع مصلحة اليمن وشعبه فوق مصالحها الخاصة. دعم الاستقرار في اليمن يعني استقرار المنطقة بأسرها.
  • ختامًا: الأمل في اليمنيين
رغم كل الألم والمعاناة، يبقى الأمل قائمًا. الشعب اليمني أثبت عبر التاريخ أنه قادر على الصمود والنهضة من جديد. إذا توفرت الإرادة السياسية الصادقة، وتم تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والفئوية، فإن اليمن يمكن أن ينهض ويعود سعيدًا كما كان.

إنهاء حرب اليمن ليس مجرد خيار سياسي، بل هو واجب إنساني وديني وأخلاقي. لن يكون هناك منتصر في هذه الحرب، إلا حين تنتصر إرادة السلام على صوت البنادق.