زوج لم يظهر بعد علاج للضعف الجنسي، الحصول على وظيفة، إخراج جني من الجسد، رزق مالي كبير سريع، علاج لكل الأمراض والمشاكل والأحلام تحقيقها وحلها ليس في لومي عاصمة توغو المدينة العالمية للسحر والشعوذة وإنما في اليمن.

يجلس المعالج التقليدي في اليمن على مقعد بين أدوات الشعوذة "مسبحة وضوء أحمر" يتمتم ببعض التعويذات وأحياناً بعض الأحاديث أو الآيات ثم يلتفت إلى المريض إن كانت امرأة فيأمرها بالدخول إلى الغرفة الداخلية أما الرجل فيدفع حسابه نقداً ويرحل بعد سماعه من المعالج (ستشفى تماما).

ارتبط السحر ارتباطًا وثيقًا بالعناصر والممارسات شبه الدينية في الثقافة الإسلامية، وعلى الرغم من جهود الأمن وشيوخ الإسلام التقليديين اليمنيين للقضاء على السحر والشعوذة، فإن الخط الفاصل بين المحرم والمسموح به لايزال غير واضح في كثير من الحالات والاتجاهات.

في تعز تم ضبط "أكاديمي مشعوذ" يقوم باستدراج النساء واستغلالهن جنسيًا وفي إب قام مشعوذ بخنق شاباً حتى الموت ضمن طقوس الشعوذة أما في مأرب معالج دجال ذو سوابق جنسية يُطلق امرأة من زوجها، ليتزوجها هو، هذه حالات طازجة من واقع الجهل والتخلف المكشوفة وما خفي كان أعظم خاصة في القرى اليمنية.

في اليمن الجنس أصبح ثمن خدمة الاتصال بالآلهة وإخراج الجني أو الشيطان والمارد من جسد النساء المرضى، أما بالنسبة للرجال فالأمر يقتصر على المال وهذا الوضع سيقنعك به المشعوذ بأنه ليس هو من يحدد الثمن، وإنما الآلهة نفسها ومساعدوه المخفيون الروحانيون.

للأسف حتى يومنا هذا لم يتطرق القانون اليمني بأي كلمة عن جرائم السحر والشعوذة، ولكنه بالمقابل قام بإلحاق هذا النوع من الجرائم بالاحتيال "نصب" بحجة أن المشعوذ أو الساحر يلجأ إلى أساليب الخداع والمتاجرة بالأوهام بهدف كسب المال والعطاءات النفيسة بطرق تشبه إلى حد كبير جريمة الاحتيال (نصب).

نصت المادة (310) من قانون الجرائم والعقوبات: "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات أو بالغرامة، من توصل بغير حق إلى الحصول على فائدة مادية لنفسه أو لغيره، وذلك بالاستعانة بطرق احتيالية (نصب) أو اتخذ اسما كاذبا أو صفه غير صحيحة.

إننا بحاجة لقانون وإنشاء شعبة خاصة لمكافحة السحر والشعوذة تستند إلى الأدلة العلمية وتحترم حقوق الإنسان ويجب أن تكون هذه الشعبة مفتوحة للحوار والنقاش والتعاون مع الجهات الأخرى المعنية، مع مراعاة ضمان عدم التمييز أو الاضطهاد ضد أي فئة معينة ومبنية على المعرفة واحترام الثقافات المختلفة.

توجد في بعض الدول وحدات أو هيئات خاصة لمكافحة السحر والشعوذة وغالبًا ما تكون هذه الوحدات مرتبطة بالأمن أو الشؤون الدينية من بين هذه الدول السعودية ومصر ونيجيريا وباكستان والهند والإمارات.