> سيئون «الأيام» خاص:
شهدت منطقة الخشعة بمديرية القطن في وادي حضرموت، اليوم الثلاثاء، اشتباكات عنيفة بين مسلحين قبليين قدموا من مأرب والجوف، وقوات أمنية تابعة لكتيبة الحضارم، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
ووفقاً لناشطين محليين، فإن المسلحين الذين قدموا على متن أكثر من 20 مركبة عسكرية (شاص) هاجموا دوريات الشرطة، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية، إضافة إلى تدمير وإحراق طقم عسكري تابع لها.
وأكد الناشطون أن هذه العملية تمت بتواطؤ واضح من القوات الإخوانية اليمنية التي تسيطر على المنطقة، حيث سهلت للمهاجمين تجاوز الحواجز الأمنية دون أي اعتراض، وساعدتهم على الفرار من موقع الاشتباك بعد تنفيذ العملية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول الدور الحقيقي لهذه القوات في حفظ الأمن والاستقرار في وادي حضرموت.

في المقابل، أوضحت مصادر قبلية في وادي حضرموت أن المواجهات اندلعت بين أبناء قبيلة دهم وقوات الأمن بقيادة مدير الأمن بن حبيش الصيعري، مؤكدة أن القضية بدأت نتيجة نزاع على أرض اشتراها أبناء قبيلة دهم قبل خمس سنوات، وهي مسورة ومزروعة وتحتوي على منظومة طاقة شمسية.
وأشار أبناء القبيلة إلى أنهم لا يسعون إلى الفوضى أو إقلاق السكينة العامة، بل يؤيدون الأمن والاستقرار وإحقاق الحق، ومع ذلك فإن قوات الأمن رفضت كل الحلول السلمية، حيث قدمت القبيلة رهينة وسيارتين مقابل الإفراج عن الجنود المصابين، إلا أن بن حبيش رفض المبادرة، وأصر على تنفيذ حملة عسكرية على المنازل المكتظة بالنساء والأطفال دون مسوغ قانوني، ما دفع أبناء القبيلة إلى الدفاع عن أنفسهم.
ورغم صدور أوامر من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان اليمنية بوقف الحملة الأمنية، إلا أن بن حبيش ضرب بهذه التوجيهات عرض الحائط واستمر في استخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات، غير أن الاشتباكات انتهت بانسحاب القوات بعد تدخل وساطة قبلية.

في أعقاب هذه الأحداث الدامية جدد الناشطون في وادي وصحراء حضرموت مطالبهم للقوات المسلحة الجنوبية بسرعة التدخل لإنهاء ما وصفوه بالمذابح والانتهاكات التي يتعرض لها أبناء وادي حضرموت، معتبرين أن القوات اليمنية المتمركزة في المنطقة ليست سوى قوة احتلال تمارس الظلم ضد أبناء الأرض.
ومنذ سنوات، تفرض القوات اليمنية، التي يسيطر عليها حزب الإصلاح (الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن)، هيمنتها على وادي حضرموت، رغم الرفض الشعبي الكبير لوجودها؛ إذ يعتبر الأهالي هذه القوات امتداداً لمشروع احتلال شمالي، حيث تم استقدامها من مأرب والجوف بعد الانقلاب الحوثي، إلا أنها بدلاً من حماية السكان، مارست انتهاكات جسيمة، بما في ذلك القمع والاعتقالات العشوائية والتضييق على الحريات العامة.
ويؤكد أبناء حضرموت أن هذه القوات لم تتمكن من كسب أي قبول شعبي، حيث ينظر إليها السكان كقوة غازية تمارس النهب والاستيلاء على ثروات المنطقة دون أي اهتمام بأمن واستقرار الأهالي.
ومع تصاعد الرفض الشعبي، تتزايد الدعوات لطرد هذه القوات وإحلال قوات محلية من أبناء حضرموت، تتولى إدارة الأمن بعيداً عن أي تدخلات خارجية.