> «الأيام» إرم نيوز:

​من المقرر أن تُعقد غدا السبت، الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، في وقت أشارت فيه صحف إيرانية ومحلل إيراني إلى عوامل تعقد مسار المفاوضات بين الدولتين.

وسلطت صحيفة "شرق" الإيرانية الضوء على "أجواء سياسية مشحونة معقدة" قبل انطلاق الجولة، مؤكدة أنه "رغم أن تغيير مكان المفاوضات من مسقط إلى روما لا يحمل رسالة واضحة بحد ذاته، إلا أنه في هذا السياق المليء بالغموض، قد يكون كل تفصيل صغير ذا أهمية خاصة".

وقالت الصحيفة : "كان اختيار وجهة الجولة الثانية موضع نقاش طويل بين الجانبين، حيث جرت نقاشات متكررة حول مكان عقد اللقاء، ما أثار اهتمام الرأي العام الإيراني والدولي".

وبحسب الصحيفة، أكدت طهران أنها من تحدد مكان الاجتماع، دون أن يكون لديها اعتراض مبدئي على المقترح العماني.
وفي تصريح له، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "التغير في نبرة الخطاب الأمريكي ومواقف فريق واشنطن يعكس غياب الجدية في العملية التفاوضية"، محذراً من أن ذلك قد يعزز مناخ انعدام الثقة بين الجانبين.
  • مسار المفاوضات
من جهته، قال المحلل السياسي الإيراني أحمد عبد الهادي المذحجي لـ"إرم نيوز"، إن هناك ثلاثة عوامل تعقّد مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن، مشيرًا إلى أن العامل الأول يتمثل في تصريحات المفاوض الأمريكي ستيف ويتكوف، التي اتسمت بالتضارب، خصوصًا بشأن ملف التخصيب النووي، مضيفًا أن الخلافات داخل إدارة ترامب تشكل تحديًا كبيرًا للمفاوضات.

وأضاف أن العامل الثاني هو استعجال الرئيس ترامب الواضح للتوصل إلى اتفاق نووي، ما قد يدفعه إلى فرض صيغة سريعة وغير متوازنة لا تسمح لإيران بدراستها بعمق.

وحذر المذحجي من العامل الثالث، وهو احتمال دخول وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، على خط المفاوضات، واصفًا إياه بـ"الصقر المتشدد" الذي يعارض أي مسار دبلوماسي لا يشمل نزعًا شاملاً لقدرات إيران الصاروخية والنووية.

وأشار المذحجي إلى أن واشنطن تسعى إلى اتفاق شامل يتجاوز البرنامج النووي، ويشمل ملفات الصواريخ والدور الإقليمي لإيران، وهو أمر ترفضه طهران بشكل قاطع.

ورغم هذه العقبات، يوضح المذحجي أن طهران ما زالت تراقب سلوك واشنطن وتصر على اختبار "جدية النوايا" عبر خطوات ملموسة، خصوصًا في ملف العقوبات.
  • هل تنجح الدبلوماسية؟
وفي سياق متصل، كشف مصدر مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية لـ"إرم نيوز"، أن الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي جرت في مسقط كانت "إيجابية"، مؤكدًا أن المرحلة الأولى ركزت على "التحقق من النوايا"، خصوصًا في ظل التصريحات المتضاربة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب المصدر الذي رفض الكشف عن هويته، فإن اقتراح مكان الجولة الثانية مرّ بسجال دبلوماسي، حيث أصرت إيران على أن يكون الوسيط العُماني حاضرًا، فيما تم اختيار روما كأرض محايدة لاستكمال الحوار.

ويعتقد أن "الجولة الثانية ستكون صعبة للغاية بسبب المواضيع التي سيتم مناقشتها، كما أن أجواء انعدام الثقة بين طهران وواشنطن لا تزال مستمرة وتخيم على اللقاء المرتقب يوم السبت".