> الملاح «الأيام» خاص:

أعلنت إدارة شرطة مديرية الملاح في محافظة لحج، في بلاغ صدر أمس، عن مقتل قائد قوات الطوارئ في المديرية، واثق يسلم رباش، إثر تعرضه لهجوم مسلح من قِبل عناصر متطرفة، وذلك أثناء أداء القوات الأمنية مهامها في تأمين فريق هندسي من الهيئة العامة للأراضي خلال نزوله الميداني إلى منطقة "الرميلة" يوم الخميس الماضي. الهجوم أسفر عن مقتله في جريمة وصفت بالغادرة، نفذها المدعو وسيم محمد عبدالله، الذي فرّ من موقع الجريمة بعد تنفيذها.

وفي بلاغ رسمي اطلعت "الأيام" على نسخة منه، أكدت إدارة الأمن في مديرية الملاح، بقيادة النقيب بكيل الوهيبي، التزامها الكامل بحماية الأمن والنظام وحقوق المواطنين من أي انتهاكات خارجة عن القانون، وأشار البلاغ إلى أن حادثة الهجوم تعكس حجم التحديات التي تواجهها المديرية، خاصة في ظل تزايد حالات التعدي على الأراضي واستغلال النفوذ بطرق غير مشروعة.

وأوضح البلاغ أن المتهم الرئيسي في أعمال البسط والنهب هو المدعو ع. س، الذي انتحل صفة قضائية لا تخوله قانونًا للتصرف بالأراضي، حيث قام ببيع مساحات شاسعة من أراضي المواطنين بأسعار زهيدة، دون امتلاك أي صفة قانونية، وتأكيدًا لحماية الحقوق ومنع الاستيلاء غير المشروع، تحركت قوات الأمن إلى موقع النزاع برفقة فريق هندسي تابع لهيئة الأراضي، لإجراء مسح دقيق للمناطق المتنازع عليها.

وخلال أداء الفريق الهندسي مهمته، تعرضت القوات الأمنية المرافقة لهجوم مسلح، أودى بحياة القائد واثق رباش بعد أن حاول تهدئة الوضع والتفاوض مع المهاجمين، إذ نزل من الطقم بدون سلاح، وناشد وسيم إيقاف إطلاق النار، لكنه واصل إطلاق النار وأرداه قتيلاً.

وذكر البلاغ أن الأجهزة الأمنية تمكّنت من إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعة المسلحة المتورطة في الجريمة، وأودعتهم السجن، وأفادت بأن القاتل وسيم، ومعه أحد مرافقيه، فرا من الموقع بدراجة نارية، فيما تم تعقب باقي العناصر والقبض عليهم.

التحقيقات الأولية كشفت أن وسيم محمد عبدالله كان من العناصر المطلوبة أمنيًا في قضايا سابقة، وصدر بحقه عدد من الأوامر القهرية، إلا أنه ظل فارًا ويتزعم مجموعات تمارس النهب والبلطجة بدعم وتوجيه مباشر من المدعو ع. س، مما شكّل تهديدًا لاستقرار المديرية وسلامة المواطنين.

وفي هذا السياق، دعت إدارة أمن مديرية الملاح كل الأجهزة الأمنية والقضائية بمحافظة لحج إلى التحرك العاجل لضبط العناصر الفارة من وجه العدالة، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحقهم، منعًا لانزلاق الوضع نحو مزيد من الفوضى والتصعيد.

وثمّنت إدارة الأمن الجهود الكبيرة التي يبذلها أفرادها في حماية الحقوق، مؤكدة استمرار مهامها في فرض القانون بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان الأمن والاستقرار في المديرية.

من جهته، أوضح مصدر مسؤول في الهيئة العامة للأراضي بلحج تفاصيل الحادثة، مبينًا أن نزول الفريق الهندسي تم بناء على طلب رسمي من السلطة المحلية ومدير أراضي منطقة ردفان والقائم بأعمال أراضي الملاح. وبيّن أنه عند مباشرة الفريق مهامه، عُثر على غرفة ومضخة مياه بجانبها، وعند استفسار الفريق عنها، أفاد ستة مسلحين تابعين للمدعو ع. س بأنهم أصحابه.

وأضاف المصدر أن المسلحين رفضوا الحوار، وانتشروا في الموقع، ليبادروا بإطلاق النار على الفريق الأمني والفريق الهندسي. وخلال الاشتباك، حاول القائد واثق التدخل سلميًا، لكنه قُتل برصاصة مباشرة أطلقها وسيم نحوه، رغم محاولاته تهدئة الموقف باستخدام الحجارة والتراب.

وأشار إلى أن المنطقة التي تم النزول إليها لا تحتوي على أراضٍ زراعية تعود لمواطنين، بل هي أراضٍ صحراوية باستثناء بئر واحدة تم اكتشافها تضخ المياه إلى خزان. وقد تم القبض على المشتبه بهم، بينما لا يزال الجناة الرئيسيون فارين، وتُجرى حالياً عملية تعقبهم تمهيدًا لتقديمهم للعدالة.