في قاعة محصنة تحت الأرض في تل أبيب، يحاكم بنيامين نتنياهو بتهمة قبول هدايا تافهة: سيجار فاخر، مجوهرات، وزجاجات شمبانيا، بقيمة 260 ألف دولار فقط لا غير! نعم، هذه الجريمة النكراء التي تسببت في إهدار سنوات من التحقيقات مع 120 شاهدًا، ومحاكمة علنية يُرافقه فيها ابنه ووزراؤه كأنه في موكب النصر على إيران.
حتى زوجته سارة لم تسلم من الاتهام، فالقضاء الإسرائيلي يجرؤ على مساءلة قرينة رئيس الوزراء عن علب السيجار التي تلقتها من ملياردير هوليوودي! أما في اليمن، فزوجات المسؤولين يتسلمن عقارات هدايا في عواصم العالم على طبق من ذهب، ويتم تنصيْبهن سفيرات ودبلوماسيات ولا حسيب ولا رقيب.
أتذكر جيدًا كيف تم إسقاط رئيس الوزراء إسحق رابين في الثمانينات لأن زوجته فتحت حسابًا بـ 3600 دولار في بنك أمريكي، مخالفةً قانونًا يمنع على المسؤولين وعائلاتهم فتح حسابات في الخارج! نعم، لقد ضحَّت إسرائيل يومها بزعيم تاريخي من أجل مخالفة مالية لا تساوي ثمن بدلة دبلوماسي يمني! أما في بلادنا، فالقادة يفتحون حسابات سرية في جنيف، ويشترون فيلات في إسطنبول، ويتقاضون رواتب بالعملة الأجنبية ويحولونها مع ما ينهبونه من الملايين بالدولار إلى الخارج، يمنحون أبنائهم حقول نفطية. بينما الشعب يتعفَّر وجهه سعيًا وراء رغيف خبز بالريال اليمني الذي لا يساوي حبر طباعته.
اتهموا نتنياهو أخيرا بتوزيع جوازات سفر دبلوماسية على سياسيين مقربين، بينهم ابنه "يائير". جريمة أخرى هزت إسرائيل، فالجواز الدبلوماسي عندهم وثيقة سيادية لا تُمنح إلا لـنخبة النخبة! أما في اليمن، فالجواز الدبلوماسي صار نفاية مروّجة: يمنح للسائق، والطباخ، والجزار، و العشيقة وحتى المتحولين جنسيا ليحميهم، لقد منحوه في الثمانينيات ليهود الفلاشا لينقذوهم من المجاعة وليهاجروا إلى إسرائيل، واليوم، يمنح لمن لا يستحقه.
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاكمة نتنياهو بأنها مهزلة عدلية، وطالب بوقفها، حتى إنه قارنها بـمطاردة ساحرات التي تعرض لها هو نفسه . لكن الأكثر سخرية؟ رد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عليه بغضب عندما قال إسرائيل دولة مستقلة.. لا تتدخلوا في قضائنا ! نعم، هذه الدولة المارقة ترفض تدخلًا خارجيًّا في قضائها من أهم وأكبر داعم لها، بينما القضاء عندنا يُدار بالتلفون من جلسات القات.
إذٍا، أتعرفون لماذا نحن مهزومون؟ نحن مهزومون لأن الفاسد عندنا لا يُسأل من أين لك هذا؟، بل يمنحون أبناءهم حقولا نفطية كاملة ثم يُسأل: هل تحتاج المزيد لتحسين وضعك؟.
نحن مهزومون، لأن تهمة نتنياهو التي قد تسقط حكومته لا تُساوي ثمن سيارة ابن ضابط في جيش الشرعية!
نحن مهزومون، لأن العالم لا يحترم إلا من يحترم قوانينه.. ونحن وضعنا الفاسدين فوق الأوطان، وفوق الدين، وفوق البشر.
هكذا حين يكون الفساد عندهم جريمة، ويكون عندنا وثيقة حسن سيرة وسلوك.. فلا تسأل لماذا نحن أمةٌ تُداس كالحشرات تحت نعال التاريخ!
حتى زوجته سارة لم تسلم من الاتهام، فالقضاء الإسرائيلي يجرؤ على مساءلة قرينة رئيس الوزراء عن علب السيجار التي تلقتها من ملياردير هوليوودي! أما في اليمن، فزوجات المسؤولين يتسلمن عقارات هدايا في عواصم العالم على طبق من ذهب، ويتم تنصيْبهن سفيرات ودبلوماسيات ولا حسيب ولا رقيب.
أتذكر جيدًا كيف تم إسقاط رئيس الوزراء إسحق رابين في الثمانينات لأن زوجته فتحت حسابًا بـ 3600 دولار في بنك أمريكي، مخالفةً قانونًا يمنع على المسؤولين وعائلاتهم فتح حسابات في الخارج! نعم، لقد ضحَّت إسرائيل يومها بزعيم تاريخي من أجل مخالفة مالية لا تساوي ثمن بدلة دبلوماسي يمني! أما في بلادنا، فالقادة يفتحون حسابات سرية في جنيف، ويشترون فيلات في إسطنبول، ويتقاضون رواتب بالعملة الأجنبية ويحولونها مع ما ينهبونه من الملايين بالدولار إلى الخارج، يمنحون أبنائهم حقول نفطية. بينما الشعب يتعفَّر وجهه سعيًا وراء رغيف خبز بالريال اليمني الذي لا يساوي حبر طباعته.
اتهموا نتنياهو أخيرا بتوزيع جوازات سفر دبلوماسية على سياسيين مقربين، بينهم ابنه "يائير". جريمة أخرى هزت إسرائيل، فالجواز الدبلوماسي عندهم وثيقة سيادية لا تُمنح إلا لـنخبة النخبة! أما في اليمن، فالجواز الدبلوماسي صار نفاية مروّجة: يمنح للسائق، والطباخ، والجزار، و العشيقة وحتى المتحولين جنسيا ليحميهم، لقد منحوه في الثمانينيات ليهود الفلاشا لينقذوهم من المجاعة وليهاجروا إلى إسرائيل، واليوم، يمنح لمن لا يستحقه.
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاكمة نتنياهو بأنها مهزلة عدلية، وطالب بوقفها، حتى إنه قارنها بـمطاردة ساحرات التي تعرض لها هو نفسه . لكن الأكثر سخرية؟ رد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عليه بغضب عندما قال إسرائيل دولة مستقلة.. لا تتدخلوا في قضائنا ! نعم، هذه الدولة المارقة ترفض تدخلًا خارجيًّا في قضائها من أهم وأكبر داعم لها، بينما القضاء عندنا يُدار بالتلفون من جلسات القات.
إذٍا، أتعرفون لماذا نحن مهزومون؟ نحن مهزومون لأن الفاسد عندنا لا يُسأل من أين لك هذا؟، بل يمنحون أبناءهم حقولا نفطية كاملة ثم يُسأل: هل تحتاج المزيد لتحسين وضعك؟.
نحن مهزومون، لأن تهمة نتنياهو التي قد تسقط حكومته لا تُساوي ثمن سيارة ابن ضابط في جيش الشرعية!
نحن مهزومون، لأن العالم لا يحترم إلا من يحترم قوانينه.. ونحن وضعنا الفاسدين فوق الأوطان، وفوق الدين، وفوق البشر.
هكذا حين يكون الفساد عندهم جريمة، ويكون عندنا وثيقة حسن سيرة وسلوك.. فلا تسأل لماذا نحن أمةٌ تُداس كالحشرات تحت نعال التاريخ!