(الأمانة دليل على إيمان المرء وحسن خلقه، والمسؤولية أمانة وكل إنسان لديه أمانة هو مسؤول عنها، فالأمانة في العمل واجبة على كل إنسان، وذلك أن يحسن وينجز عمله بكل أمانة وصدق).
قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)).
لم يكن في الحسبان أنه سوف يأتي يوم، تكون الأدوية أداة قتل للمرضى، والذي من المفترض أن تكون أداة شفاء لهم .
إذن أصبحت الأدوية في العاصمة عدن وكل محافظات الجنوب أداة لقتل المرضى، حيث أصبح المريض يشتري ثمن موته بيده.
لم يكن في الحسبان أن تضيع الأمانة في مرفق حيوي مثل هذا، وهم يعلمون جيدًا أن حياة الناس أمانة في أعناقهم، ولكن من المؤسف والمحزن جدًا أن الفساد الأخلاقي ينتشر في أماكن مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بحياة المرضى، أي ضمير إنساني يقبل بمثل هذه الأعمال التي لا يقبلها عقل ولا منطق.
معروف أن التاجر جشع إلا من رحمه ربي- لا يهمه حياة الناس، كل الذي يهمه كيف تتكاثر أمواله.
ولكن المصيبة الكبرى عندما تكون الجهة المسؤولة والمخولة بحماية أرواح الناس من هؤلاء التجار الذين لا يخافون الله، ضمائرهم ميتة لقتلهم المرضى بتلك الأدوية المهربة، فهذه هي قمة الفساد الأخلاقي، عندما يتحول ملاك الرحمة في مرفق مهم جدًا كهذا إلى قاتل، باع ضميره وخسر دنياه وآخرته.
والذي خلق، إنه لا فرق بين هؤلاء التجار والجهة المسؤولة المخولة لحماية المستهلك، وبين العدو الصهيوني وإن اختلفت الوسائل ولكن الهدف واحد القتل، لاحول ولا قوة إلا بالله.
المختصون يقولون نحو 30 ألف دولار قيمة الحاويات المبردة، بينما الحاويات العادية نحو 2000 دولار، ويقومون بدفع 3000 دولار، غرامة لتجاوز شرط التبريد.
ألهذه الدرجة أصبحت حياة الناس رخيصة في العاصمة عدن، 3000 دولار كفيلة بقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، بسبب الأدوية المهربة المخزونة بطريقة مخالفة.
في الأخير نقول لكل المسؤولين والتجار: (إذا دعتكم قدرتكم على ظلم الناس فتذكروا قدرة الله عليكم).