عزيزي محمود الصبيحي ..... المحترم

أكتب إليك هذه الكلمات من قلب محب، ومن شخص يحمل لك في صدره كل الاحترام والتقدير.

لا أريد أن أذكرك بمكانتك الكبيرة في قلوب الناس، ولا بمسيرتك الوطنية التي لطالما كانت مثالاً يحتذى به. لكن، وكما يُقال، "الحديث عن الأخ يكون أشد وقعًا عندما يتجاوز حدود المجاملة".

لقد كنت دائمًا رمزًا للنزاهة والشجاعة، رجلًا يقف في وجه الظلم، ويعبر عن صوت الحق. ومع ذلك، فإن ما يؤسفني هو ظهورك مؤخرًا إلى جانب اللواء التركي في قضايا تُثير الشكوك وتفتقر إلى الوطنية. إنني لا أستطيع أن أتجاهل هذا الأمر، فسمعتك الطيبة التي بنيتها عبر السنين أصبحت على المحك.

أنت أكبر من أن تُحاصر في دوامات القضايا الضيقة التي لا تعكس قيمك النبيلة.

إن وجودك في مثل هذه المواقف قد يغير انطباعات الشعب الذي أحبك، وقد يُسهم في تآكل تلك الصورة الجميلة التي رسمتها في أذهانهم. نحن نعلم أنك رجل وطني ونزيه، ولكننا نخشى أن تُفقد تلك السمات الرفيعة بسبب اختيارات قد تبدو عابرة ولكنها تحمل تبعات ثقيلة.

إن نصيحتي لك هي الابتعاد عن مواطن الشبهات، والعودة إلى جادة الحق. فالوطن يحتاج إليك بحجمك الكبير، وليس بحجم القضايا الصغيرة التي لا تليق بك. نحن نريدك أن تبقى كما عهدناك، رمزًا للكرامة والوطنية، والنزاهة والشجاعة لا أن تُختزل في مواقف قد تُسيء إليك وإلى تاريخك.

أخي العزيز، هذه كلمات صادقة من شخص يريد لك الخير، ويرغب في أن تبقى في الصفوف الأمامية للدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين.

فلتكن رؤيتك أوسع من القبيلة، ولتكن خطواتك ثابتة نحو ما هو أسمى وأعلى.

المعذرة إن كانت كلماتي قاسية، لكنها تأتي من محبة صادقة وحرص على مصلحتك. أتمنى لك كل التوفيق والسداد في خطواتك القادمة.

مع خالص التحية.