السبت, 07 ديسمبر 2024
1,126
الشباب هم روح الحياة المتجددة التي تضيء آفاق المجتمعات بنور الأمل والحيوية. إنهم يحملون بين ضلوعهم طاقة خالصة، تنبض بالشغف والرغبة في التغيير، وتصبو إلى بناء عالم يتسم بالعدل والوحدة. هذه الطاقة الكامنة في أرواحهم هي بمثابة هدية إلهية، تتجلى حين تُغذّى بحرية الإيمان، التي تعد أعظم نعمة يمكن أن تُمنح لإنسان.
إن الإيمان، حين يُمارَس بحرية وصدق، لا يقيد الروح، بل يطلقها في فضاء لا نهائي من الإبداع والمحبة. هو النور الذي يهدي الشباب في ظلمات التحديات، والقوة التي تثبت أقدامهم على طريق الحق والخير. وعندما يمتزج الإيمان بحرية التعبير عنه، تتحول هذه الطاقة إلى قوة بنّاءة تُثري المجتمعات وتوحّد القلوب.
حرية الإيمان ليست مجرد حق فردي؛ إنها احتياج روحي يعزز جوهر الإنسان ويمنحه شجاعة السعي نحو الكمال. فمن خلال هذه الحرية، يكتشف الشباب المعنى الأعمق لحياتهم، ويصبحون أكثر استعدادًا للتفاني في خدمة الإنسانية. إن إيمانهم، حين ينبع من اختيار واعٍ وصادق، يملؤهم حبًا وسلامًا، ويدفعهم للبحث عن الخير في كل ما يحيط بهم.
الشباب الذين يعيشون في فضاء من التسامح والاحترام المتبادل، ويتنفسون حرية الاعتقاد، يتحولون إلى منارات تُلهم الآخرين. هم يجسدون روح الوحدة التي ترى في التنوع ثراءً، وفي الاختلاف جمالًا، ويعملون على بناء مجتمعات تنبض بالمحبة والسلام.
رسالتي لكم أيها الشباب، إن طاقاتكم هدية ثمينة، وإيمانكم بحرية اختياركم هو جسر بينكم وبين العالم. ازرعوا بذور الخير حيثما كنتم، وكونوا أنوارًا تهدي الطريق، وبثوا الأمل في النفوس، حينها ستشرق طاقات الإيمان بحرية في خدمة الإنسانية، وتشهد المجتمعات، عبر أفعالكم، أن الاقتباس من نور الحقيقة والمحبة الخالصة هما المفتاح لعالم أكثر إشراقًا.
ودمتم في كنف الله سالمين مؤيدين.