لم يعد في اليمن ما يمكن تدميره أكثر مما دُمّر، ولم يعد هناك ما يمكن بيعه أكثر مما بيع، ولم يعد للشعب ما يمكنه أن يتحمل أكثر مما تحمل. لا تعليم، لا صحة، لا كهرباء، لا أمن، لا دولة، ولا حتى كرامة!

في الوقت الذي يعيش فيه المواطن تحت وطأة الفقر والجوع وانعدام الخدمات، تعيشون أنتم خارج الوطن، متنقلين بين العواصم، في فنادقكم الفاخرة، بعيدين عن معاناة شعبكم، وكأنكم لا تنتمون لهذا الوطن المنهك! تحكمون عن بُعد، تصدرون قرارات بلا معنى، تتصارعون على ما تبقى من فتات، بينما اليمن يغرق أكثر فأكثر.

قيادة لا تستطيع توفير أبسط مقومات الحياة لشعبها لا تستحق أن تبقى في موقعها، ولا تستحق شرف قيادته. لقد فشلتم في إدارة البلاد، وعجزتم عن تحقيق الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمواطن، بينما انشغلتم بالصراعات وتقاسم المصالح.

لقد أقسمتم اليمين زورًا وبهتانًا، وقسمتم اليمن وجعلتموه ساحة للصراعات والتجاذبات، بددتم موارده، وأضعفتم مؤسساته، ومزقتم نسيجه الاجتماعي، حتى أصبح الوطن غريبًا على أبنائه، والمواطن بلا وطن يؤويه.

أيها السادة، الشعب لم يعد بحاجة إليكم، ولم يعد يؤمن بكم، ولا بوعودكم الزائفة. لقد منحكم الفرصة تلو الأخرى، لكنه لم يجد فيكم إلا الفشل والخذلان والفساد. إذا كنتم تعتقدون أن هذا الوضع سيستمر، وأن الشعب سيبقى صامتًا، فأنتم واهمون.

ارحلوا قبل أن يتوحد الشعب ضدكم، فهو بحاجة إلى قيادة تتحمل المسؤولية بحق، قيادة تضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، قيادة تعيش مع الناس وتحس بآلامهم، لا أن تهرب إلى الخارج وتترك الوطن للنهب والدمار والفوضى.

إن لم ترحلوا اليوم بإرادتكم، فسيرحلكم الشعب غدًا بسخطه وثورته. التاريخ لن يرحمكم، ولن يغفر لكم.. وسيحاسبكم اليمنيون على ما اقترفتموه بحق هذا الوطن الجريح.