أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 02:00 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • من يصلح فساد الملح!

    محمد عبدالله الموس




    قيل إن سيدًا في قومه سأل جلسائه أن يكملوا له شطر مقولة أو بيت شعري يقول (من يصلح الملح إذا الملح فسد) فاجتهد كل من في المجلس إلا أن أيًّا منهم لم يأت على ما في ذهن الحاكم.

    واحد من الجلوس لم يبد رأيًا رغم علمه وفصاحته لهذا استبقاه الحاكم حتى غادر الجميع ثم سأله لماذا لم يبد رأيًّا، فقال له، أردت أن أقول رأيي دون أن يسمعني غيرك، إذ يبدو لي يا سيدي أنك كنت على وشك ارتكاب خطيئة ما فأرادت صاحبتها أو صاحبها أن يستنهض ضميرك ومركزك في قومك فطلب منك صدر البيت أو المقولة، فقال الحاكم صدقت، لهذا أتمنى عليك كتم الأمر وسأصلح ما كاد أن يفسد.

    ثم روى له المعنى الذي قصده سفيان الثوري حين قال إن فساد اللحم يصلحه الملح، والملح هنا هم أهل الحل والعقد، حكاما وأصحاب رأي وصحافيين وقضاة وشيوخ منابر، لهذا قال سفيان الثوري (يا رجال الحل يا ملح البلد، من يصلح الملح إذا الملح فسد).

    قيل إن مواطنا من أبناء عدن ذهب إلى سوق السمك فأخذ سمكة وبدأ يتشمم ذيلها فقال له أحدهم يستحسن أن تشم رأس السمكة لا ذيلها، فقال صاحبنا، الرأس فاسد لذلك أنا أتأكد أن الفساد لم يصل إلى الذيل، والواقع أن كلام الرجل صحيح، ففي حالة الكهرباء، مثلا، لم نقرأ إلا عن جهود يبذلها طواقم كهرباء عدن وإدارتها أما من يسكنون الرأس فلم ينطقوا ببنت شفه.

    نحن في الجنوب نعيش معاناة متعددة الأوجه، معيشية بفعل التضخم الذي ألتهم أكثر من 90 % من القدرة الشرائية للأجور، وخدمية متعددة الأوجه، وفوق هذا وذاك يتم رفع سعر الوقود كل شهر، تقريبا، وكأن هذه الحكومة تمتحن قدرة الناس على العيش في أقسى الأوضاع.

    ملح البلد، لم يعد وصفا يصلح لأن نطلقه على أهل السلطة، ولكن الرهان يبقى على العقل الجمعي لمختلف أطراف النخبة الجنوبية التي سبق ذكرها، يجب أن يتداعى هؤلاء ويفتحون عقولهم وقلوبهم لبعض لمجابهة الخطر القادم على الوطن والناس.

    هؤلاء هم الملح الذي نأمل أن يصلح فساد اللحم قبل فوات الأوان.

المزيد من مقالات (محمد عبدالله الموس)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال