الخميس, 01 مايو 2025
305
للجنوب مثلثان متقابلان متطابقان متساويان في القاعدة والارتفاع (شرقيا وجنوبيا غربيا) يمثلان قوته ووحدة أراضيه ونسيجه الاجتماعي المترابط عضويًّا ومعنويًّا وديمجرافيًّا يقفان على مستطيل جغرافي واحد من المهرة إلى باب المندب بعيدًا عن تشويه مسمياته وتحريفها.
الجنوب حباه الله بموقع جعله في أثمن بقاع الأرض على الإطلاق وكل الذي يحتاجه الجنوب والجنوبيون فقط إدراك أهمية وحدة كلمتهم والنباهة بتركيز على الرقعة التي يقفون عليها، وفي هذه لوحدها سيأتي العالم صاغرًا يخاطبنا إلى أقدامنا.
لكن مصيية الجنوبيين تكمن في الجهل والتجهيل الممنهج لهذا لاحظوا ذلك السيل الجارف من مشاريع التفتيت والاستقطابات والمكونات لكل القوى المتصارعة والطامعة واستشراسها في ظروف اليوم التي يراد لها التعقيد والابتزاز معا .
حسنة نظام مابعد نيل الاستقلال من بريطانيا العظمى أنه وحد الأرض ووحد الانتماء إليها والدفاع عنها وهذا الأساس يبنى عليه . ودعونا مما يقال من أعداء الجنوب .
نعم الجنوب ثروة؛ لا.. بل ثروات متعددة وواعدة؛ مساحة وشواطئ وموقع استراتيجي على الممرات المائية.
لولا مشروع الوحدة الفاشل لكان قوة النظام الوطني القائم يحتاج فقط إلى فتح نافذة الاستثمار كما فعلت العبقرية الصينية التي كنا نتقارب معها في أمور كثيرة ومررنا معا بنفس المنعطفات والوجهات.
لهذا كانت الصين إلى الثمانينات من أفقر دول العالم وأكثرها سكانا وتخلفا ولكنها استفادت من قوة نظامها وكثافة سكانها ومجتمعها الزراعي المتخلف إلى أسس لمنطلقات عظيمة حيث حولت الانفجار السكاني من نقمة إلى نعمة، صحيح أنها فرضت إجراءات قاسية للحد من النسل لكنها في المقابل جعلت كل الشعب يعمل ويتأهل في المعاهد التقنية والمهنية وعندما فتحوا بوابة الاستثمار جاء المستثمرون من كل حدب وصوب ليجدوا يدًا عاملة ماهرة رخيصة وأرضًا ممنوحة بشروط ميسرة وفي ذات الوقت وظفت قوة نظامها الحديدي في حماية الاستثمار وفرض الأمن والأمان وبذلك شعر المستثمر بالأمان وبالتالي جنى الأرباح المثمرة الذي انعكس على ازدهار الصناعة وانتعاش السوق وتحسن معيشة العامل والمواطن لتغدو الصين العظمى اليوم أقوى اقتصاد عالمي على الإطلاق.
ما علينا الآن من الصين، كل ما يهمنا الآن بلدنا التي تمتلك مقومات قوة ونقاط ارتكاز هامة تحتاج إلى قوة إرادة سياسية وتعبئة شعبية واسعة بمستوى وأهمية بلدنا الذي لو فقدناه فلن تقم لنا قائمة من اليوم إلى يوم الدين.
وحدة الأرض بالضرورة تستدعي وحدة الأداة والإرادة السياسية التي تقود الشعب إلى تحقيق غاياته العظمى من خلال البناء على ماتحقق والتصحيح لمكامن الخلل الطارئ وخلق جبهة وطنية عريضة وتوسيع قاعدة الحوار الوطني والصبر على أخوتنا من أبناء جلدتنا والتعاطي معهم بنفس طويل وبعد نظر والزمن كفيل بالتصحيح.