سوريا تتعهد بانسحاب سريع من لبنان في حدث "تاريخي"

> بيروت «الأيام» نديم لادقي :

>
مواطنون سوريون يرفعون لافتأت الرئيس بشار الأسد ووالده حافظ الأسد
مواطنون سوريون يرفعون لافتأت الرئيس بشار الأسد ووالده حافظ الأسد
قال وزير الدفاع اللبناني عبد الرحيم مراد ان سوريا ستبدأ سحب قواتها من لبنان الى وادي البقاع اليوم الاثنين في اول مرحلة مما تقول سوريا انه سيكون انسحابا سريعا لقواتها على مرحلتين وأضاف مراد إن "انسحاب القوات السورية من لبنان يبدأ (اليوم) الاثنين بعد اجتماع المجلس الاعلى السوري اللبناني" الذي سيعقد اليوم في دمشق برئاسة الرئيسين اللبناني اميل لحود والسوري بشار الاسد وكبار المسؤولين من البلدين.
وتابع مراد ان "انسحاب الجيش السوري سيتم من كامل منطقتي الجبل والشمال اللبناني باتجاه منطقة البقاع حسبما نص اتفاق الطائف."

وتحت ضغط عالمي مكثف أعلن الأسد أمس الأول السبت خططا لانسحاب كامل للقوات السورية من لبنان ولكنه قال إن دمشق ستظل تلعب دورا في شؤون جارتها.ووصفت الصحف اللبنانية خطة الانسحاب بأنها خطوة تاريخية تفتح صفحة جديدة بعد 30 عاما من الهيمنة السورية.واستقبل اللبنانيون اعلان الأسد بصيحات الفرحة في وسط بيروت بينما وصفت شخصيات معارضة في لبنان وزعماء أوروبيون بحذر الاجراء بأنه ايجابي.

إلا أن واشنطن التي تقول إن "دعم سوريا للارهاب" يعوق عملية السلام في الشرق الأوسط وصفت خطط سوريا للانسحاب التدريجي من لبنان بأنها غير كافية وكررت مطالبتها بالانسحاب السوري الكامل والفوري.

وقالت صحيفة السفير اللبنانية في مقال افتتاحي في الصفحة الأولى "نستفيق في لبنان اليوم على معطى سياسي جديد على افتتاح مرحلة في تاريخ البلد."

أما صحيفة المستقبل اليومية فوصفت اعلان بشار بأنه "حدث تاريخي".

وكان الاسد قد ابلغ البرلمان السوري بان القوات السورية ستنسحب مبدئيا الى وادي البقاع بشرق لبنان ثم الى منطقة الحدود.

وأضاف "بانتهاء هذا الاجراء تكون سوريا قد اوفت بالتزاماتها حيال اتفاق الطائف ونفذت مقتضيات قرار (مجلس الأمن رقم) 1559 ."

وأنهى اتفاق الطائف الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990 والذي ينص بين نقاط أخرى على انسحاب القوات السورية من معظم أنحاء البلاد خلال عامين بينما يدعو القرار 1559 الذي اصدره مجلس الأمن في سبتمبر الماضي الى خروج القوات الأجنبية من لبنان.

وقالت بثينة شعبان وزيرة شؤون المغتربين السورية ان الجيش السوري يريد ان ينسحب من لبنان في اسرع وقت ممكن لوجستيا.

وقالت لقناة (ال.بي.سي) التلفزيونية اللبنانية "الجيش السوري يريد ان ينسحب في اسرع وقت ممكن لوجستيا .. فالقرار السياسي اتخذ في الانسحاب الكامل" مضيفة أن اجتماعا سيعقد بين الرئيسين السوري واللبناني اليوم الاثنين للاتفاق على التفاصيل بما في ذلك جدول زمني.

والقوات السورية موجودة في لبنان منذ تدخلها في الحرب الأهلية خلال السبعينات وقد تناقص عددها من 40 الف جندي الى 14 الف جندي حاليا.

ودعت جماعة حزب الله اللبنانية وحلفاؤها المحليون أمس الاحد لتنظيم مظاهرة سلمية حاشدة في قلب بيروت يوم غد الثلاثاء لتأييد سوريا وللتنديد بأي تدخل أجنبي.

وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله اأمس "سندعو يوم الثلاثاء المقبل الساعة الثالثة بعد الظهر الى تجمع شعبي جماهيري حاشد في ساحة الرئيس رياض الصلح في وسط بيروت قرب مبنى (الاسكو) وليس في ساحة الشهداء."

واضاف نصر الله في مؤتمر صحفي عقده في الضاحية الجنوبية لبيروت في ختام اجتماع للاحزاب الموالية لسوريا "شعاراتنا ستكون موحدة والعلم الوحيد الذي سيرتفع هناك هو العلم اللبناني باسم حزب الله وباسم الاحزاب والقوى اللبنانية المجتمعة."

واعلن نصر الله أمس الاحد ان جماعته لن تلقي السلاح على الرغم من ضغوط دولية لان اللبنانيين لايزالون بحاجة للمقاتلين كي يدافعوا عن البلاد ضد اسرائيل.

وقال للصحفيين ان المقاومة لن تلقي سلاحها لان لبنان بحاجة الى المقاومة للدفاع عن نفسه.

وتعرضت سوريا لضغط لبناني وعربي ودولي متزايد للانسحاب من لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الشهر الماضي. ويشير كثيرون بأصابع الاتهام في اغتيال الحريري الى سوريا التي تنفي أي دور لها في القتل.

ووصف الزعيم اللبناني المعارض الرئيسي وليد جنبلاط اعلان الاسد بانه ايجابي مضيفا في اتصال هاتفي مع قناة (ال.بي.سي) من السعودية كلام الاسد بأنه "بداية ايجابية لمحاولة تجاوز الماضي وهو تأكيد على اتفاق الطائف". لكنه اعرب عن ضرورة وجود جدول زمني للانسحاب السوري.

وقالت الولايات الولايات المتحدة إن تعهد الاسد بالانسحاب غير كاف. وقالت ايرين هيلي المتحدثة باسم البيت الأبيض "نحن نعني الانسحاب الكامل.. لا خطوات مترددة."

ووصفت روسيا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي اعلان الأسد بأنه خطوة أولى تجاه الانسحاب الكامل.

ومن المتوقع أن يزور مبعوث الأمم المتحدة الخاص تيري رود لارسن بيروت ودمشق الأسبوع الحالي لمناقشة "التنفيذ الكامل والفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1559 ."

وقالت إيران إنها تحترم أي قرار سوري لبناني مشترك رغم أنها لا تريد أن تتعرض وحدة لبنان أو سيادته للخطر.

وقال حميد رضا آصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في طهران "ولكن الضغط على الحكومة السورية مع استخدام الانسحاب من لبنان كحجة يبدو أنه خطة مرسومة مسبقا من جانب جماعات الضغط الصهيونية لحماية بقاء إسرائيل وسياساتها التوسعية."

وبعد مرور خمسة أيام على استقالة الحكومة اللبنانية المدعومة من سوريا احتفل اللبنانيون ثانية في ساحة الشهداء في بيروت.

وقالت كوليت الحاج "أنا في قمة السعادة والإثارة .. آمل أن نحقق استقلالا حقيقيا ما دمنا باقين هنا ومستمرين في المطالبة به."

ولكن لم يحتفل الجميع فقد خرج المئات إلى شوارع العديد من المدن اللبنانية لاعلان تأييدهم لسوريا. وأطلق البعض أعيرة نارية في الهواء.

وبعد 15 عاما من انتهاء الحرب الأهلية مازال لبنان مقسما الى مسيحيين ودروز وسنة وشيعة ويتخوف البعض من ان انسحابا سوريا قد يؤدي الى تجدد الصراع الداخلي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى