ومازال الدكتور المغلس «يفنقل»

> علي الذرحاني

> «الفنقلة» كلمة مركبة مختصرة لجملة «إن قال.. فقل»، كالبسملة والحوقلة، ذكر هذه الفنقلة عميد الأدب العربي في كتاب سيرته «الأىام» كوصف لنقاد الأدب من الشباب في زمانه ولا يختلف خطاب الدكتور المغلس في عدد «الثقافية» 281 عن خطاب أولئك الشباب الذين وصفهم طه حسين إلا في نبرة الخطاب الاستعلائي الذي يشبه خطاب المدرس الفاهم لكل شيء وتلاميذه الذين ردوا عليه في صحيفة «الأيام» لا يفقهون شيئا وإصراره العنيد هذا لا يبتعد كثيرا عمن قال الله عنه :{لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد} وهذا الإصرار يؤكد احتكار الرأي الفردي للحقيقة في مقابل رأي الجماعة ورسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام يقول «لا يحتكر إلا خاطئ».

لم يعد موضوع تلفزيون عدن أو 22 مايو أو الوحدة إلا موضوع شماعات أخرج من خلالها الدكتور المغلس أضغانه وتقيأها للرد على من ردوا عليه وبادلوه الحجةبالحجة والدليل بالبرهان وبما أنه لم يتوقف عن الكتابة عن هذا الموضوع فهذا يدل على أنه لم ينس وأن ردود كتاب «الأيام» ما زالت تحز في نفسه ولامست العصب الحساس لعصبيته وعصبته فلم يهدأ له بال فنقل معاركه الصحفية هذه إلى موقع صحيفة ««الثقافية» عسى أن تخفف من وطئ المعارك الصحفية التي دارت في موقعة «الأىام».

وإذا كانت ردود كتاب «الأيام» قاسية عليه ولاذعة بعض الشيء على قلبه فلا ينسى مربي أجيالنا الفقه في جامعة عدن أنه البادئ، والبادئ أظلم وأغلس كما يقولون وإذا كان البادئ أظلم فالمجوّب أعظم في رده وجوابه وهو من بدأ الفتنة ولا تقابل الإساءة إلا بالإحسان في الفقه والدين خاصة عند اهل الرأي والسداد والعقل والرشاد.

لماذا يصف المغلس كل من رد عليه بأنه رفع راية الفتنة وشق الصف الوطني، أليس دستور البلاد يكفل حرية الآراء المتعددة، وقانون الصحافة يكفل حق الرد على من تعرض لموضوع ما لا إجماع عليه، أليس في الفقه مسائل لا إجماع عليها، ومنها المسائل المدنية.

من أين يأتي المغلس بهذا الكلام الوعظي الإنشائي :«حاملين راية الفتنة وشق الصف.. أثبتوا إنما يدافعون عن هدف مضمر غير التلفزيون ..» هل هذا الخطاب شق للقلوب وتفتيش لما تخفي الصدور..؟ من هو الكاتب الذي مازال يكرر ثقافة الاجترار والمخاتلة والمراوغة وثقافة عدم الشفافية المغلس أم من ردوا عليه، ومن هو الذي مازال «يفنقل» في موضوع عدن وتلفزيون عدن ويقدم مواعظ وإرشادات حول النظافة والسياحة لسكان عدن وكأنه المستشار الفقهي لمكتب البلدية والسياحة.

لقد ذكر المغلس في نهاية مقالته في «الثقافية» : «علينا أن نتخلى عن المزايدات ونبدأ العمل من أجل عدن مدينة جميلة ورائعة تسكنها النوارس لا الغرباء». ونحن نسأله أليس هو من الغرباء الذين يسكنون في مدينة عدن بل ويتقرصون على بطونهم من فتاتها.

إننا حتى هذه اللحظة لم نتعلم بعد أدب الاختلاف والتسامح وذلك راجع إلى سيطرة الثقافة الأبوية القمعية في تربيتنا التي تتحكم في خطاباتنا تجاه الآخرين في الوقت الذي نتحدث فيه عن المستقبل ونحن لا نشعر بأن نهج التبرير الدفاعي الأيديولوجي والحجاجي في ألسنتنا مقدم على النهج المعرفي الابستملوجي..! وعندما وصم الدكتور من ردوا عليه من أبناء عدن بأنهم قد تجاوزوا حدود الرجولة والفحولة واللياقة فهل يدل هذا الاستنتاج عن معرفة وخبرة وتجربة ومعاشرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى