النور اليماني بذكر قبس من سيرة السيد مطهر الغرباني

> «الأيام»:السيد عبدالقادر بن عبدالله المحضار

>
السادة الأشراف آل الغرباني ينتسبون إلى هجرة غربان (بالغين المعجمة المضمومة والراء المهملة) الواقعة شمالاً إلى الغرب من العاصمة صنعاء، وقد ذكر بعضاً من أعلامهم المؤرخ الشهير السيد محمد بن محمد زبارة الحسني في كتابه (نيل الحسنيين بأنساب من في اليمن من بيوت عترة الحسنين).

ومن العلماء والصلحاء الذين أقاموا وسكنوا بعدن العلامة الشهير والعلم المنير السيد مطهر بن مهدي بن حميد بن محسن بن محمد الغرباني الحسني اليمني، المولود في الملحمة بالسحول (من أعمال إب) سنة بضع عشرة وثلاثمائة وألف للهجرة النبوية، وأخذ العلم الشريف عن جملة من كبار العلماء والفقهاء كالعلامة الشيخ محمد بن حسان بن سنان اليماني المتوفى سنة 1366هـ، وعمه العلامة إسماعيل بن حميد بن محسن بن محمد الغرباني المتوفى سنة 1364هـ.

وقد قضى أكثر حياته في طلب العلم ونشر تعاليم الإسلام، وهو عالم مشارك في الفقه وعلوم العربية، أديب له معرفة بالشعر، عاش في تعز، وتعلم اللغة التركية في مدارسها، ودرس بالمدرسة الأحمدية وكان على صلة حميمة بالعلامة السيد أحمد بن علي بن عبدالجبار المتوكل الذي رعاه وإخوته.

وفي سنة 1367هـ سُجن في تعز ثم أُُفرج عنه، فرحل إلى مدينة عدن، واشتغل بالتدريس في مدرسة بازرعة وفي مسجد أبان، كما كان عليه حاله حينما كان في تعز، كما تصدر للإفتاء والخطابة في مسجد أبان أيضاً، ومن تلاميذه مجموعة كبيرة ممن يشار إليهم بالبنان وممن تخرج على أيديهم الكثير من طلاب العلم ومنهم العلامة الداعي إلى الله محمد بن عبدالله الهدار(يرحمه الله)، وخطيب مسجد العسقلاني الأستاذ المربي محمد بن سعيد بن عبدالله الصائغ (يرحمه الله)، ومقدم الطريقة الأحمدية بعدن الشيخ أحمد بن علي بن صالح الدندراوي (يرحمه الله) والأستاذ القدير الشيخ محمد بن عبدالرب بن جابر بن يحيى، وإمام وخطيب مسجد حسين الأهدل السيد محمد بن علي باحسن آل جمل الليل (يرحمه الله)، وإمام وخطيب مسجد الشيخ عبدالله بعدن العلامة أحمد بن أحمد بن مهيوب، والداعي إلى الله العلامة السيد سالم بن عبدالله الشاطري، وعلامة الحرمين الشريفين الإمام محمد بن علوي المالكي الحسني (يرحمه الله)، والشيخ محمد بن سيف بن علي بن شمسان (يرحمه الله)، وإمام وخطيب مسجد الحامد بعدن الأستاذ عبدالرحمن بن العلامة هائل بن غالب الشميري، الوالد الشيخ حزام بن قائد بن أحمد البعداني، والشيخ محمد بن حسين الصوفي، وإمام وخطيب مسجد أبان الأستاذ أنور بن محمد بن حسن وغيرهم ممن لا يتسع المجال لذكرهم هنا.

ومن مؤلفاته (يرحمه الله): 1- تعليقات سديدة على القصيدة الفريدة الجامعة لمعاني التوحيد والعقيدة (مطبوع)، 2- كشف القناع في أحكام الرضاع (مطبوع)، 3- لطائف المنة تعليقاً على ثمرات الجنة (مطبوع)، 4- نور المقلة في معرفة القبلة، للحاضر المسافر براً وبحراً لجميع بلدان القارات لا يستغني عنها كل مسلم، 5- الاسلام والإمامة، 6- الخطب المنبرية، خمسة أجزاء كل جزء بسنة، بمختلف المواضيع، 7- مجموعة الصاوي، في الأصلين والفقه والتفسير والحديث والنحو والصرف والبلاغة والطب، 8- الرسالة السنية في تفسير طائفة من الآيات القرآنية، 9- الجواهر المضية في النصائح الدينية، 10- فيض المنال، الشرح الجديد على متن زبد بن رسلان، 11- فتح الحميد، الشرح الجديد على جوهرة التوحيد، 12- براهين الحق الدامغة لأباطيل الفرق الزائغة، 13- جدول في ميراث ذوي الأرحام، على المذهبين التنزيل والقرابة، 14- دستور الأحكام العدلية في تفريد مسائل المنهاج الفقهية، 15- تعليقات تقتضي مكارم الآداب على نصيحة الطلاب، 16- تحت راية القرآن، تشتمل على جملة من العلوم، وتبين إعجاز القرآن، 17- مجموعة فتاوى.

وله (يرحمه الله) ذرية مباركة منهم أولاده: منور، عبدالله، محمد، أحمد، عبدالسلام وياسين، ولم يزل صاحب الترجمة قائماً بوظائفه المباركة من علم وإرشاد ونفع للخاص والعام، مبجلاً في قلوب الناس حتى لبى نداء ربه في يوم الخميس الثالث من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1388هـ الموافق 22/4/1969م، حيث كانت وفاته في عدن، ودفن في مقبرة الإمام أبي بكر العيدروس، وقبره معروف يزار، عليه رحمة الكريم الغفار، وقد كتب الله له الشهادة، إذ مات غريباً عن بلده، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وقد أخبرني سيدي العلامة أحمد بن أحمد مهيوب أنه عندما أدخلت الجنازة إلى مسجد أبان للصلاة عليه، ووضعت الجنازة، دخل القاضي الشيخ عبدالله بن محمد بن حاتم (يرحمه الله) من باب قبلة المسجد، وأنشد قصيدة مرثاة في شيخه السيد مطهر تقول بعض أبياتها:

نبأ مؤلم لكل جنان

يوم قالوا توفي الغرباني

روّع العلم والتقى بإمام

وبكى الدين حافظ القرآنِ

كان شيخاً مطهراً كاسمه

لم يتدنس بمنكرات الزمانِ

عاش للطهر والعفاف مثالاً

وقضى العمر ثابث الإيمانِ

سائلوا عنه كل درس وفتوى

واسألوا عنه منبراً في أبانِ

ولصاحب الترجمة أخ فاضل، هو العلامة الشهير السيد إسماعيل بن مهدي الغرباني، ولد في قرية الملحمة من مخلاف السحول - المخادر لواء إب سنة 1304هـ، حفظ القرآن الكريم وجوّده وهو ابن عشر سنين، ثم ارتحل لطلب العلم إلى مدينة تعز وهو ابن اثنتي عشرة سنة، ولازم دروس العلماء واجتهد حتى أخذ بحظ وافر من العلم أهّله لأن يفوق أقرانه، ويبرز عالماً جليلاً متمكناً، ولهذا عُد (يرحمه الله) من أبرز علماء اليمن الذين يؤخذ عنهم العلم، ويُرجع إليهم في المسائل الشرعية الغامضة، مع تواضع منقطع النظير، واستقامة وزهد يندر اجتماعها في أحد من أهل عصره، ومن كبار شيوخه الذين أخذ عنهم: عمه العلامة السيد إسماعيل بن حميد الغرباني، ومحدث اليمن في عصره القاضي حسين بن علي العمري، والعلامة القاضي عبدالدائم بن محمد السادة الصهباني وغيرهم، وكان (رحمه الله) يتردد على عدن بين الحين والآخر، وقد استمر على منهجه المبارك في بذل العلم ونشر الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى انتقل إلى جوار ربه في العدين سنة 1400هـ، عن سن يناهز السادسة والتسعين متعه الله خلالها بكامل حواسه ووعيه، تاركاً كتابه الشهير المسمى (نفس الرحمن في ما لأحباب الله من علو الشأن) - طبع عدة مرات - بالإضافة إلى قصائده الشعرية التي لم تجمع، والكثير الطيب من التلاميذ والمحبين.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وأولادنا ومشايخنا ومعلمينا وجميع المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

رئيس قسم التاريخ والأنساب بمركز الإبداع الثقافي بعدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى