مراكز تطوير الألعاب الرياضية بين القول والفعل!!

> فرحان المنتصر

> قبل أن يبدأ القارئ العزيز مطالعة هذه التناولة اعتذر له عن أي تكرار أو إطالة ،لأنه كما يبدو أن أي كلام عن المستقبل الرياضي المشرق قد أصبح يصيب القارئ بالملل ، بل ربما صار واحدا من أسباب الضجر عند المتابع للشأن الرياضي المحلي، خصوصا عندما يتمحور الكلام حول ضرورة إيجاد أسس صحيحة لمستقبل رياضي يمني مشرق، ليس لأن القارئ لا يريد المستقبل المشرق ولكن لأن صبره قد نفذ وهو ينتظر الشروق لذلك المستقبل المزعوم، والحقيقة أننا كوسط رياضي والصحافة الرياضية في المقدمة قد بحثنا وما نزال عن السبل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف السامي لنا كلنا في هذا البلد المعطاء، لكن يبدو أن معظم المحاولات أو كلها تذهب أدراج الخيبة والفشل ،لأن معظمها مجرد أفكار لا ترقى حتى لمحاولة الخربشة على جدار التخلف، الذي يحيط بنا، والوضع هنا يذكرنا بالجدار الذي تحدث عنه الدكتور عبد العزيز المقالح في إحدى قصائده،ذلك الجدار الذي سنظل ندعو إلى الحفر فيه، حتى ترى رياضتنا فتحة النور قبل ان تموت بقيتها الباقية، نور المستقبل، والحديث هنا عن المستقبل لابد أن يجرنا للحديث عن الاهتمام بالناشئين والبراعم لأنهم المستقبل ،وهنا يجب ان نذكر البرنامج الذي كان واعدا بأهدافه(برنامج الواعدين) الذي أثبت فشله ،لأنه حسب متابعاتي يهتم بالأبطال بعد تتويجهم، وليس بالموهوبين الواعدين منذ الصغر ،حتى نتكلم عن النقش في الحجر، والوعد بالمستقبل، يعني على رأي إخواننا المصريين ينطبق على البرنامج المثل الذي يقول:(بعدما شاب ودوه الكتاب)، كما لابد هنا أن يتشعب حديثنا إلى المدارس الكروية للناشئين فخلال السنوات الأخيرة ـ وحتى من زمان ـ سمعنا مثلاً عن قيام مدرسة لكرة القدم في نادي الصقر بتعز، وما نزال نسمع جعجعتها بدون أن نرى أي طحين حتى الآن ،كما سمعنا اتحاد كرة القدم في أكثر من مرحلة يتحدث عن مدارس كرة هنا وهناك،دون أن نشاهد أي عمل ملموس حتى الآن ، ما يعني أن الكلام عن المستقبل عند البعض يظل ربما مجرد كلام لتمضية الوقت والمخصصات المرصودة من هنا أو هناك ، دون أي حراك باتجاه الفعل الإيجابي الملموس.

لكن اللافت مؤخراً أن الحديث عن قيام مراكز تطوير بعض الألعاب في أكثر من محافظة، فقد سمعت مثلاً عن قيام مراكز لبناء الأجسام والشطرنج والكرة الطائرة ورفع الأثقال، وكلها طبعا في عدن بحكم الاحتكاك والقرب بالنسبة لي، طبعا ومثلها في غير محافظة عدن، قد أخذ حقه من الترويج والبروزة والتلميع، ليس للمقاصد والأهداف التي تم تحقيقها من قيام هذه المراكز، أو التي هي في الطريق للتحقق ولكن للقائمين عليها أي قيادات الاتحادات العامة التي بمجرد أن حصلت على موافقة الوزارة الخاصة بقيام مثل هذه المراكز، وهي في الأصل مراكز برعاية الوزارة وبتمويلها، وحتى هي أي الوزارة صاحبة الفكرة في إنشائها،وأعتقد أنه بمجرد الموافقة المبدئية للوزارة على قيام هذه المراكز، خرج قادة هذه الاتحادات واتحادات أخرى ليزفوا إلينا البشرى لاستخدامها في الدعاية الانتخابية، وتقديمها على أنها مكرمة من اتحاداتهم الموقرة التي يجب أن تبايعها الأندية أو هكذا هي ترغب في العودة مجددا إلى كراسي الاتحادات العامة،لأنها شخوص قد ألفت السفر والترحال، كما خبرت الكلام عن انجازات ونجاحات لم يتحقق بعضها أو معظمها، وحتى أبسط أهداف أي اتحاد رياضي لم تتحقق عندها ،وهي أهداف تتمثل في المحافظة على مستويات ألألعاب ،التي تقودها من التأخر والتراجع للخلف، فهي اتحادات فشلت في تحقيق المطلوب منها كقيادات اتحادات عامة وهو زيادة رقعة انتشار الألعاب ،وبالتالي رفع المستوى العام وبناء منتخبات وطنية قادرة على تمثيل الوطن خير تمثيل، المهم بعض هذه الاتحادات ،ولا أقول كلها حتى لا نظلم البعض القليل ،الذي اجتهد في عمله كما اجتهد في التفكير، ومن ثم العمل على قيام مراكز فعلاُ تساعد على تطوير الألعاب ، من خلال البحث عن الموهوبين في المدارس ، في حين فكر البعض باستغلال العملية استغلالاً انتخابياً ،لذا فقد رأيناهم يبحثون عن لاعبي الأندية لإلحاقهم بهذه المراكز كشكل ديكوري يكمل خطتهم الانتخابية ،وكله بأموال وإمكانيات هذه المراكز، وما حدث هو أن إعلان بعض الاتحادات عن قيام بعض المراكز كان إعلان ولادة ووفاة في نفس الوقت ،لأننا وبعد أكثر من عام ما نزال ننتظر أن تبدأ حركتهم العملية نحو قيام هذه المراكز ،طبعا بعد ان تستوفي كل مقومات نجاحها لتزويد الساحة الرياضية بالموهوبين والواعدين لتطوير الألعاب قولاًً وعملاً وليس للدعاية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى