شرف وماجد عبدالله والزمالك

> «الأيام الرياضي»علي باسعيدة

> ببساطة أهل الريف، أحرج فريق الزمالك الشعبي التابع لنادي وحدة تريم بحضرموت عميد الأندية الرياضية تلال عدن، في بادرة رائعة تنم عن خلق وثقافة رياضية رفيعة لرد الجميل والعرفان، حينما قاموا بتكريم الكابتن الخلوق الدولي شرف محفوظ في احتفالية خاصة، أعدها أناس ليسوا في مستوى إمكانيات التلال ورجاله، ولا جاه أهل المدن، فما بالك إذا كانت هذه المدينة هي عدن ثغر اليمن الباسم، فقد تم استدعاء شرف محفوظ من عدن ليتم تكريمه في مدينة تريم، التي لن ينسى النجم الخلوق شرف لها هذه اللفتة الكريمة، التي لن توازي المهرجان الاحتفالي الذي سمعنا عنه كثيراً، والذي فيه سيودع التلال أبرز نجومه، ليس بما سيقدمه رجال المال والأعمال، وإنما كان هذا التكريم من القلب إلى القلب، عرف فيه شرف أحباءه وأنصاره الحقيقيين، في الوقت الذي تناساه فيه أهل البيت وانشغلوا عنه بأشياء كثيرة، ليتوه اسم شرف ومهرجان اعتزاله وسط هذه الانشغالات، التي ليس لها وجود في أرض الواقع، بعدما أبدع هذا النجم وصال وجال في الملاعب، وأودع في خزينة ناديه ذهباً لا يصدأ، وتاريخاً مسجلاً بأحرف من نور.

إن تكريم شرف في تريم بادرة طيبة يجب أن لا نقف عندها هكذا، بل يجب أن تثير فينا التساؤلات الكثيرة وعلامات الاستفهام التي تحوم حول المهرجان المزعوم، الذي يتأجل يوماً بعد يوم، والذي يذكرني بمهرجان النجم السعودي والسهم الملتهب الكابتن ماجد عبدالله، الذي لم يتم إقامة مهرجان اعتزاله حتى يومنا هذا، وإن أقيم بعد ذلك فسيكون بلا طعم أو رائحة.

حكاية اعتزال شرف باتت مستهلكة أكثر، وأصبح النجم شرف ومحبوه في حالة تذمر من هذا الموضوع، لكونهم قد سمعوا وعوداً كثيرة لكنها وعود عرقوبية، ومن نسج الخيال، حتى أن اللاعب نفسه لم يعد يدري متى وأين ومن سيقرر إقامة مهرجان اعتزاله.

وبقدر ما كانت هذه اللفتة طيبة من زمالك وحدة تريم، فإنها قد أعادت لشرف شيئاً من معنوياته وكبريائه، وستبقى علامة مضيئة في حق هذا اللاعب الذي أحبه الجميع : الريفي والقروي والمدني، لكونه جمع بين الاخلاق العالية والتواضع والموهبة الفذة.. وإن تواجد (شرف) في حضرموت أو في أي منطقة من يمننا الحبيب ملبياً نداء أنصاره في كل مكان، لهو دليل على تواضع نجمنا المحبوب، الذي لا تملك إلاّ أن تحبه، غير أنني آلمتني الغصة، ودارت الدمعة في مقلتي وأنا أستمع لحديثه لإذاعة سيئون، حينما وصل إلى نقطة مهرجان اعتزاله.

وإن يتناسى عميد الأندية وأقدمها في الوطن العربي هذه الشمعة المضيئة التي تحترق اليوم بنيران النكران والجحود، فهل يستحي رجالات التلال وأحباؤه، ليسارعوا إلى تكريم شرف قبل فوات الأوان، أم أن مصيره سيكون كمصير زميله النجم العربي السعودي ماجد عبدالله؟.. أتمنى مخلصاً أن لا يظل التلال متفرجاً وسط دعوات التكريم التي يتلقاها شرف من أحبائه سواء في تريم أو صعدة أو من أي بقعة في أرض السعيدة حط فيها شرف بصمته المعهودة.. مع خالص محبتي لنجم الشقيقة السعودية ونجمنا اليمني شرف المشتركين في مصير واحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى