ثانوية البيحاني النموذجية

> د. سمير عبدالرحمن الشميري

>
ثانوية البيحاني
ثانوية البيحاني
والدي الشيخ عبدالرحمن هائل الشميري إمام وخطيب مسجد حامد في الزعفران (كرتير - عدن)، تتلمذ على يد الشيخ محمد بن سالم البيحاني (1908 - 1972م)، أحد شوامخ الفقه والأدب والثقافة في عصره، حيث كان يرفض الجموح والتنطع في الدين وينتمي لمدرسة الاعتدال ولا يكثرت برياح التعصب والجهل.

فهذا العلامة الورع والخطيب المفوه هو مؤسس المعهد العلمي الإسلامي 1955م، حيث أضاف صفحة ناصعة في تاريخ التعليم الأهلي بعدن، هذا التعليم الذي شارك فيه الشيخ عمر بازرعة بتأسيس مدرسة بازرعة الإسلامية 1912م، حيث ساهمت المدارس الأهلية مثل: مدرسة النهضة بالمعلا، والمدرسة الأهلية بالتواهي، وكلية بلقيس بالشيخ عثمان، في نشر العوم والمعارف في اليمن والجزيرة العربية.

فثانوية البيحاني النموذجية للبنين التي تحمل اسم الشيخ البيحاني قد بزغ نجمها عام 2002م، وكان على رأسها الأستاذ الفاضل سمير علي يحيى الذي يتميز بسلاسة الأسلوب وهندسة الأفكار ويتعشق المرونة والدعابة وإبتسامة الأمل، ويترك بصماته في العقل والوجدان.

فالمعلم اللبيب والحاذق يغرس بذور الإبداع في نفوس الناشئة، ويحفزهم على القيام بقفزات ظافرة في ميادين العلم والثقافة والأدب. فالشاعر نزار قباني في مؤلفه (قصتي مع الشعر) يقول: «إن مدرسي اللغة العربية وآدابها يؤدون دوراً خطيراً في فتح شهية الطلاب الأدبية أو سدها، فمدرس يجعل ساعة الأدب ساعة تعذيب واحتضار.. ومدرس يجعل المادة التي بين يديه حق جلنار.. يحول النصوص الجامدة إلى نزهة في ضوء القمر..».

د.سمير عبدالرحمن الشميري
د.سمير عبدالرحمن الشميري
ومن حُسن طالعي أني كنت من المدعوين لمشاهدة فعاليات اليوم المدرسي في ثانوية البيحاني النموذجية للبنين (كريتر)، في يوم الإثنين 21/3/2005. فلقد أعجبت بمسرحة (الأسرة الفقيرة) لطلاب موهوبين وبإمكانيات بسيطة جداً جعلونا نضحة ملء الفم، وأعجبت بنشاطات وإسهامات الطلاب المتعطشين للعلم والابتكار في: الكمبيوتر، والكيمياء، والأحياء، والرياضيات، والفيرياء، والاجتماعيات، واللغة العربية، والقرآن الكريم، واللغة الفرنسية، والإنجليزية، والفنون والإنشاد.. طلاب تنقصهم الإمكانيات ومتسلحون بإرادة قوية لقهر المحن، إنهم يسيرون في طرق مليئة بالأشواك والمسامير ولهم قدرات على تحمل الصدمات ونقرأ في تضاريس وجوهم النجابة والمجاهدة الذهنية وذكاء لماحاً.

لقد أعجبت بثانوية البيحاني النموذجية وبالنشاط الخلاق لمديرها الشاب الأستاذ محمد ناصر علي غالب، ونائبه الأستاذ ناصر الشبوطي، وبطاقم التدريس من معلمات ومعلمين، فلا بد أن نشد من أزرهم ونقدر خطواتهم النجيبة في حقل التعليم.

فعلى المراجع المسؤولة وأهل القرار في وزارة التربية والتعليم أن يمدوا أيديهم لهذه الثانوية النموذجية ولا يدعوها تكابد المشقات في شيء من الشظف والقلة حتى لا تنطفئ شمعة التجربة أو تلج في أيام مكللة بالسواد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى