> قليل من الكلام وكثير من العطاء .. أو العطاء في صمت .. درجة عليا في مسالك ومدارج الوفاء، وذروة شاهقة من ذرى الإنسانية بكل تجلياتها الجمالية المجردة من المنافع والأهواء .. لقد تداعت من الذاكرة شواهد وضيئة عن ابنة المكلا، البريطانية السيدة ليلى انجرامس، التي ترجمت حبها وعشقها للمدينة التي ولدت فيها وأطلت على الحياة من خلال شواطئها الساحرة إلى عطاء صامت وخجول .. كمن يقول هذا ما بيدي .. ولكن ما يكتنزه القلب كاتساع وطول وعمق بحركم وشواطئكم الطويلة .. سمعت عن دعمها المتواضع ولكن البليغ .. لمعهد المكفوفين في المكلا، وما قدمته أصالتها من وسائل ومعدات للعديد من ذوي العاهات في مدينة عشقها وحضنها الأول .. أما ما قرأته لها من مطبوعات محبة فيحتاج الحديث عنها إلى موضوع خاص .. لمست كوامن زاخرة بالامتنان العميق لهذه السيدة المكلاوية- البريطانية من كثير من الناس هنا.

وبعد قراءتنا الخـبر المنشور في صحيفة «الأيام» الغراء العدد 4446 يوم الإثنين الماضي، أخذنا حديث الود والمحبة إلى آماد بعيدة .. عن جمعية العلامة عبدالله محفوظ الحداد الاجتماعية طيب الله ثراه.. وعن جمعية أصدقاء حضرموت في بريطانيا، التي نعتبرها في حضرموت ثمرة ناضجة من ثمار شجرة المحبة المغدقة التي غرستها ورعتها بعنايتها الفائقة دون فتور أو تكلف طوال العقود الماضية، السيدة المبجلة ليلى انجرامس .. أما زيارة سعادة سفير المملكة البريطانية ليحضر مشرفا مناسبة افتتاح المبنى الجديد لجمعية العلامة الحداد في مدينة المكلا بشخصه دون غيره .. وإعلانه دعم أنشطة الجمعية فيما يتعلق بتطوير أوضاع المرأة في المكلا وحضرموت عامة .. فذلك ما جعل التعبير بالكلام مهما أوتي من البلاغة قاصرا عن الإيفاء لما تستحقه هذه الخطوة الإنسانية الرائعة والكريمة من مشاعر الود والعرفان بالجميل والوفاء الصافي النابع من القلب .. فليكن إذن تعبيرنا عطاءً زاخرا في منظومة أنشطة وفعاليات الجمعية الوليدة .. جسر المحبة الإنسانية الخالصة بين حضرموت وبريطانيا عبر جمعية أصدقاء حضرموت في بريطانيا .. ولنا في السيدة الكريمة آمنة الحداد، رئيسة جمعية العلامة عبدالله الحداد، الكثير من الآمال المبشرة بالخير.

أما نحن فلا نملك أغلى من تحية قلب مفعم بالوفاء والحب لهما - السيدة ليلى انجرامس وسعادة السيد مايك جيفرد، سفير المملكة المتحدة.