المكلا .. جوهرة من بطن حوت

> علي سالم اليزيدي

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
قال البحار المكلاوي قديما، إنها المكلا جوهرة خرجت من بطن حوت، وقال الشاعر با محيسون: مكلا كم مكنه تجلّي الهم وكل مبعد مكلا كم تجيبه,ونقل البعض أنها عنبرة وريحها مسك ودخون، وحينما أرادوا جعلها جوهرة خرجت من بطن حوت هام في البحار والمحيطات يحمل هذه المكلا زمناً طويلاً في بطنه ويحتفظ بها لنا ولكل الناس.. أراد من قال هذه الحكاية جعل التميز رديف المعنى المطلق وهو المدينة ووجودها على ساحل البحر، حيث تطرش الموجة وتلطم بيوتنا. حكت لي أمي أطال الله عمرها ومثلها كل الأمهات في المكلا.. أننا كنا نغتسل ونحن أولاد صغار ونغسل الملابس والأغطية تحت منازلنا مباشرة، وهو ما يعني اليوم عند منازل آل باغفار ومسجد مشهور، كان البحر هناك يدخل ويخرج، وهذه الجوهرة تتلألأ كل ليلة، إنها موصوفة كما وصفها كل البحارة .. جوهرة خرجت من بطن حوت.

المكلا التي تجلي الهم، تلتصق بالبحر وتنام على صخوره ، حيث تركها الحوت أمانة عند هذا الجبل المطل على هذه المدينة، ويمكن لأية مدينة أن تظهر على شاطئ البحر وهناك مدن كثيرة متناثرة على شواطئ العالم، ولكنها من دون طعم ولا رائحة، والسبب أن كل هذه المدن ظهرت على البر ولم تأت من البحر، وهذا ما يفرقها عن المكلا التي خرجت من بطن حوت.. وهي ابنة البحر وتحمل رائحته ولونه.

المكلا مدينة جاءت من البحر، وما أعظم البحر عندما يُهدي، فهو ملك، وقالوا في المثل جاور ملكاً أو جاور البحر، وما كل المدن البحرية جواهر إلا من عاشت في بطن حوت، وما كل ما في بطون الحيتان جواهر، وهذه نعمة الله وله الحمد، ولكن جوهرة المكلا.. وحدها.. جاءت من .. ووحدها مكلانا تجلي الهم .. وكل مبعد غصباً تجيبه .. فما أروع بريقها هذه الأيام.. جوهرة على ساحل البحر تغتسل بضوء القمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى