> "الأيام" غرفة الأخبار:
دعت جماعة الحوثي التي تحكم صنعاء ومعظم محافظات شمال اليمن، جميع الشركات الأجنبية المستثمرة في إسرائيل وتعمل في اليمن، إلى أخذ تحذيرها على محمل الجد، وعليها المغادرة سريعاً، فالبيئة غير آمنة، حسب بيان للحوثيين صدر قبل أيام.
وحذرت الجماعة على لسان رئيس مجلسها السياسي الأعلى، مهدي المشاط، من الاستمرار بالعمل في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث ستكون معرضة لمخاطر كبيرة في حال عدم الاهتمام بتحذيرها، مؤكدةً أن هذه الشركات عليها أن تتحمل تبعات إصرارها وتحمّل مسؤولية أي خسائر قد تلحق بها.
ويرى مراقبون ومحللو اقتصاد أن هذا التحذير الذي أطلقه الحوثيون تطور مهم في المواجهة التي يخوضونها مع الاحتلال الإسرائيلي لنصرة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يأتي بعد استهداف عدوان إسرائيل لمطار صنعاء وتدمير آخر طائرة عاملة بالمطار، والتهديد بفرض حصار جوي وبحري شامل على اليمن.
وقال المحلل الاقتصادي اليمني حامد الكهالي، لـ"العربي الجديد"، إن الحوثيين يخوضون مواجهة قد يراها الكثير أنها غير متكافئة مع العدوان الإسرائيلي وغير مؤثرة، لكنها ليست كما يجري تقييمها من هذه الناحية، بل لها هدف آخر مهم في استنزاف اقتصاد إسرائيل وخلق إرباك وفوضى في أهم القطاعات التي يطاولها الاستهداف، مثل قطاع الطيران والسياحة حيث التركيز كلي كما هو واضح على استهداف متواصل لمطار بن غوريون، خلافاً للقطاعات الأخرى التي أُعلن فرض حظر عليها، مثل ميناء حيفا.
ويواصل الحوثيون استهداف مطار بن غوريون بشكل شبه يومي، حيث يعلن الناطق العسكري الرسمي للجماعة يومياً تنفيذ عمليات عسكرية وإطلاق صواريخ باتجاه المطار الأهم في تل أبيب.
وفي تحذيرهم للشركات المستثمرة في إسرائيل، أكد الحوثيون أن "حكومة بنيامين نتنياهو لا تكترث لمصالح الشركات الاستثمارية، بل تقامر بسلامتها لتحقيق مصالحها، فمن تجاهل حياة أسراه، لن يحرص على سلامة شركات الآخرين واستثماراتهم".
وستحدد الجهات المعنية في صنعاء فترة زمنية لهذه الشركات للمغادرة، حرصاً على اقتصار الضرر على حكومة الاحتلال ومنعه من جر الآخرين معه في هذا الضرر، حسب بيان للحوثيين.
بدوره، يرى الخبير الاقتصادي اليمني رشيد الحداد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أهمية هذا التحذير الذي يأتي وفق حديثه خطوةً متقدمةً في موقف صنعاء لمساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فالأمر من وجهة نظرة ليس من باب المزايدة، بل مؤشر واضح على أن صنعاء تتجه لرفع مستوى نصرتها لغزة، وهناك عشرات الأهداف الاقتصادية الحساسة أضيفت إلى بنك أهداف قوات صنعاء في عمق الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد أن قادم العمليات في عمق الاحتلال لن يكون كسابقها.