قصة قصيرة بعنوان........المتسول

> عبدالله محمد أمارم

> معوض المثير للشفقة.. الجائع.. عاري الجسد.. المتسول. فجأة يشتري مزرعة مع كل توابعها .. آبار .. حراثات .. مضخات.. لا شيء يستوجب الدهشة والاستغراب .. كل شيء مباح وجائز.. كل ما هنالك أنه عندما هم معوض وولده بالبدء بالعمل.. أحضرا كثيراً من مستلزمات ومعدات العمل الضرورية، منها خزان حديدي كبير ملأه بكمية كبيرة من الوقود الاحتياطي.. ووضعه بالقرب من إحدى الآبار المفتوحة في المزرعة.

بعد يومين حين أصبح كل شيء جاهزاً.. لم يكد يندفع الماء من تلك البئر في الصباح الباكر حتى تذوقه بطرف لسانه ليتأكد من صلاحيته وحلاوته، وسرعان ما جن جنونه وفقد وعيه كلياً، أخذ يتقلب على الأرض ويكيل على جسده التراب ويصرخ بأعلى صوته دون وعي:

- بترول .. بترول .. والذي خلق العباد بترول، البير طلعت بترول يا ناس!

اندفع إليه ولده غاضباً مسرعاً يأمره بالسكوت والكتمان حتى لا تعلم الدولة وتأخذه منهم.. بعد ساعات من إشاعة الخبر ومن الفرح والمرح اكتشفوا أن خزان الوقود خال تماماً .. تسرب كل ما فيه عبر ثقب في أسفله إلى قاع البئر دون علمهم ..

مما يثير الدهشة والاستغراب فعلاً أن معوض حتى هذه اللحظة يؤكد أنه لولا عيون أهل الحقد والحسد لأصبح أحد ملاك حقول النفط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى