رئيس مجلس النواب الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: الحوثي أحدث فتنة دموية حتمت القضاء على تمرده

> «الأيام» عن «الشرق الأوسط»:

>
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر
نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر امس حوارا مع الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر، رئيس مجلس النواب اجراه معه الزميل حسين الجرباني فيما يلي تعيد «الأيام» نشر نصه:

< ماذا عن تمرد أتباع الحوثي في صعدة؟

- أتباع الحوثي أحدثوا فتنة دموية وعصيانا مسلحا، وخرجوا على الإجماع الديني والوطني وهددوا وحدة الوطن وسلامة المجتمع. وهذه الفتنة فرضت على القياد توجيه القوات المسلحة وقوات الأمن بالتعامل مع هذه العناصر المتعصبة وإنهاء التمرد الذي وقع في منطقة نشور في الأساس باعتبارها منطقة عبد الله عيضة الرزامي، الذي وفر الحماية لبدر الدين الحوثي خلال أحداث التمرد.

< تردد أنكم كنتم تعتزمون التدخل لإيقاف هذه المواجهات؟

- نعم، كنت أود التدخل لإيقافها، باعتبار أن الدماء التي تسيل من أفراد الجيش والأمن ومن أتباع بدر الدين الحوثي هي دماء يمنية، يبد أن الموجهات لم تستغرق أكثر من أسبوعين وقضي على التمرد.

< ما حقيقة هذه الجماعة؟

- هذه شرذمة لا تمت بصلة إلى المذهب الزيدي، أو الفكر الزيدي، كما يزعمون. فالمذهب الزيدي مذهب معتدل من أبرز سماته التسامح والتعايش مع المذاهب والأفكار الإسلامية الأخرى. وهو موجود في اليمن منذ نحو 1200 عام، ولكن هذه المجموعة خارجة عن الزيدية، وهم من غلاة الشيعة متعصبة، قائمة على المفاهيم العنصرية والطائفية. فاليمنيون يتعايشون مذهبيا في تسامح وتآخٍ على مدى التاريخ الإسلامي في اليمن، ولم تحدث مثل هذه الفتنة بهذا الأسلوب الدموي، الذي هو بعيد تماما عن سماحة الإسلام ورحمته بين الناس، وبالأولى بين المسلمين وأبناء الوطن.

< كيف يمكن التعامل مع تداعيات هذه الأحداث؟

- ينبغي على السلطة المحلية في محافظة صعدة اتخاذ الخطوات العملية والتدابير الأمنية في سبيل تأمين المواطنين، وإعادة الطمأنينة إلى النفوس، والعمل الجاد في أن يعود الاستقرار إلى الناس في المناطق والقرى التي وقعت فيها هذه الأحداث المؤلمة، والعمل في ذات الوقت على توفير الخدمات التعليمية والصحية وسائر الخدمات العامة للمواطنين في وادي نشور، وآل شافعة في محافظة صعدة.

< المؤتمر الشعبي دعا الأحزاب السياسية إلى حوار ربما يبدأ في خلال اليومين القادمين، ما هو موقفكم من هذه الدعوة؟

- نحن في حزب التجمع اليمني للإصلاح مع الحوار النافع والمفيد للدولة والمجتمع، لأنه بالحوار تصل الأحزاب إلى قواسم مشتركة في ما يعزز النظام السياسي القائم على التعددية الحزبية، كما يزيل الكثير من المفاهيم التي قد تكون ناجمة عن عدم التواصل من خلال الحوار.

< هل سيكون ما حدث في صعدة ضمن قضايا الحوار؟

- لا يوجد جدول محدد حول مواضيع الحوار، ولكن بالتأكيد سيكون هذا الأمر مطروحا من حزب الإصلاح، بهدف وضع المعالجات التي تمنع حدوث مثل هذا الأمر.

< من الملاحظ أنه كلما بعدتم عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم تتقربون بنفس المسافة مع أحزاب مجلس التنسيق، وتحديدا مع الحزب الاشتراكي، ماذا تقولون؟

- المؤتمر الشعبي العام هو الذي خلق هذه الحالة وجعل حزب الإصلاح يتجه نحو هذه الأحزاب، لأنه هو الذي أخرج كوادر الإصلاح من مؤسسات الدولة ومن الوزارات، حتى وصل الأمر إلى استبعاد الموظفين الذين ينتمون سياسيا إلى حزب الإصلاح حتى على مستوى المدرسين. وتعاملنا وتنسيقنا مع الحزب الاشتركي باعتبار أن الاشتراكي حزب موجود على الساحة السياسية وفي المعارضة، ومواقف الحزب الحاكم تجعل أحزاب المعارضة أكثر قربا من بعضها البعض.

< قيل إن الإصلاحيين لا يتمتعون بالكفاءة في أداء العمل الإداري أو الفني، بماذا تردون؟

- هذا غير صحيح، فأعضاء حزب الإصلاح منهم الكوادر القادرة والمؤهلة علميا وإداريا في كافة المرافق الإدارية والعلمية والبحثية، وهم أكثر التزاما من الآخرين في أداء الواجب والحفاظ على كرامة الوظيفة العامة.

< أنتم تدعون إلى ضرورة الإصلاح في البلاد، ما هو فحوى هذه الدعوة؟

- الإصلاحات في اليمن يجب أن تنطلق من مبدأ أساسي، وهو مبدأ الثواب والعقاب، وبتطبيق هذا الأمر على أرض الواقع والممارسة العملية، سيتم إصلاح الكثير من أمور الفساد.

< يوصف مجلس النواب بالضعف من حيث الأداء أمام السلطة التنفيذية، ما مدى وجاهة هذا الوصف؟

- أداء مجلس النواب لم يكن ضعيفا كما قلت في سؤالك، فقد أثبت سلطته الرقابية والتشريعية في قضايا مهمة وحساسة، مثل إلغاء صفقة النفط بين وزارة النفط والمعادن، وشركات نفطية في الحقل 53 في محافظة حضرموت، وإلزام الحكومة بتوصيات البرلمان على الموازنة العامة لهذا العام. وأؤكد أن مهمة مجلس النواب ليست تنفيذية، وإنما رقابية وتشريعية، والأجهزة التنفيذية هي المسؤولة عن مكافحة الفساد، ويقتصر دور مجلس النواب على مطالبة الحكومة بهذا الدور في الإصلاح المالي والإداري.

< يتساءل الكثيرون لماذا صوت الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، لصالح الموازنة بينما انسحبت كتلته من التصويت؟

- أنا رئيس مجلس النواب، أمثل اليمن كله في السلطة التشريعية ولا أمثل التجمع اليمني للإصلاح، كما اني لا اعتبر نفسي معارضا في قيادة البرلمان.

< تتهمون من قبل الحكومة بتأجيل إقرار القانون الخاص بتنظيم حيازة وحمل السلاح، ما صحة ذلك؟

- حقيقة الأمر أن الحكومة لم تقدم القانون الموجود والنافذ، الذي سبق وأن اقره مجلس النواب في عام 1992، وهو قانون متكامل خلا من النقص، ويحتوي على جميع الضوابط القانونية، والتقاعس في تنفيذ القانون تتحمل المسؤولية فيه الحكومة.

< قضية الإصلاحات من القضايا التي تثار اليوم في البلدان العربية، ما قولكم في هذا؟

- الإصلاحات السياسية في الدول العربية والإسلامية لا بد أن تنبع من داخل المجتمعات العربية والإسلامية وليس بإرادات وإملاءات ورؤى خارجية. كما أن كل دولة هي الأكثر خبرة وحرصا على مصالح شعبها. أما أسلوب الفرض فهو لن يكون ناجحا أو مفيدا للمجتمعات العربية والإسلامية.

< ماذا عن الإصلاحات التي تتبناها الولايات المتحدة؟

- لا يصح أن تتلقى أي دولة عربية أو إسلامية أوامرها من الولايات المتحدة الأميركية. لكن الواجب على كل دولة أن تقوم بالإصلاحات في بلادها بدافع وطني وبحكم مسؤولياتها من دون أن تستورد أو تستقدم التعليمات في هذه الإصلاحات أو القوانين التي تقتضي ذلك من الولايات المتحدة أو غيرها.

< التنسيق القائم بين السعودية واليمن في المجال الأمني، ما هو تقييمكم له؟

- التنسيق الأمني مع المملكة العربية السعودية يفرضه واقع الإخاء والجوار، وما واجهته من أعمال إرهابية في الأيام الماضية ندينه بقوة. والتنسيق الأمني بين البلدين يأتي بثمار جيدة لصالح اليمن والسعودية، وهما يسيران بصورة مرضية في علاقاتهما السياسية والثقافية والأمنية والاجتماعية والاستثمارية والتجارية، وخاصة بعد أن انتهت عملية ترسيم الحدود وفقا لمعاهدة جدة التاريخية.

< اليمن يسعى إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، لماذا الإصرار على ذلك؟

- سعي اليمن إلى العضوية الكاملة في مجلس التعاون الخليجي، باعتبار اليمن ركنا أساسيا في تكوين هذه المنطقة ثقافيا وحضاريا وتاريخيا وفي الحاضر والمستقبل.

وعضوية اليمن في هذا المجلس هي في الحقيقة قوة للبلدان الخليجية ولليمن. ولذلك لا يسعى لوحده إلى الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، وإنما هناك دول في هذا المجلس تسعى بجدية إلى استكمال عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي.

< يقال إن العراق يدخل مرحلة جديدة بالانتخابات البرلمانية وتشكيل المؤسسات، كيف تنظرون إلى هذا التطور؟

- الانتخابات العراقية مسرحية وتمثيل أميركي، سواء الانتخابات أو تشكيل الحكومة، لأن ما يحدث في العراق لا يعبر عن الإرادة العراقية، أو الشعب العراقي، لأن إجراء الانتخابات يتم وفقا لمصلحة وإرادة المحتلين الأميركيين، فهذه الأمور في مجملها ليس لها معنى ولن تأتي بقيمة مفيدة للشعب العراقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى