لماذا لا نصنع أيام عاشوراء للمظالم المثارة ؟

> نجيب محمد يابلي

> جرت العادة عندي أن أتصفح بين حين وآخر ما نشرته «الأيام» في أعداد سابقة من قضايا تهم الشأن العام، منها قضايا المنتفعين بمخطط بئر فضل وبمخطط معسكر النصر الخاص بالكوادر، أو قضايا السخرة التي تضرر منها أبناؤنا وبناتنا الذين مضت عليهم سنوات وهم ليسوا في سلك الخدمة، وانما في سلك التطوع، ومررت بعشرات النماذج، فترسخت قناعتي بأن الديمقراطية اليمنية لها خصوصيتها المعروفة «اكتب ما تشاء من المواضيع، ونحن نرتكب مانشاء من المنكرات». عزّ علي وأنا اقرأ في عدد «الأيام» (4411) الصادر في 22 فبراير، 2005م، موضوعاً كتبه الأستاذ عبده حسين أحمد عن فئتين من الطلاب الدارسين في الخارج، فهناك فئة الدارسين في جامعات أوروبا وأمريكا، وفئة الدارسين في جامعات الشرق الأوسط والهند والصين. ينتمي الدارسون من الفئة الاولى إلى طبقة «البراهما»، في حين ينتمي الدارسون من الفئة الثانية إلى طبقة «المنبوذين». أثار الأستاذ عبده حسين أحمد سؤالين: لماذا هذا التمييز بين الدارسين في الخارج، ونحن شعب واحد ؟ ولماذا لا يكون ابتعاثهم حسب مستوى تحصيلهم الدراسي، ودرجاتهم العلمية بعيداً عن المحسوبية والمجاملة والخوف والنفاق والتوصيات الخاصة؟ أقترح على الناشرين العزيزين هشام وتمام باشراحيل استحداث آلية دورية، الهدف منها تحريك المياه الراكدة وينهض بتلك المهمة الكتاب الملتزمون لقضايا مجتمعهم المتنوعة، التي سبق إثارتها، إما من خلال مقالات أو أخبار أو استغاثات، بحيث تظل الأجراس تقرع من دورة لأخرى ومن عام لعام، لأنني على يقين من أن الزميلين العزيزين هشام وتمام مدركان أن تبخر الماء بفعل الحرارة من الظواهر الفيزيائية، ويدركان أيضاً أن البرامج الانتخابية وبرامج الحكومة ووعودها وتعهداتها تتبخر أيضاً لأنها من الظواهر السوسيوبوليتيكية، ولذلك ستثبت تلك الآلية جدواها وسينتفع بها أيضاً ولي الأمر، لأنها ستذكره بالقضايا المعلقة. نظراً لحاجتنا الماسة لخلق رأي عام متفاعل مع قضاياه، أقترح على المنتديات في عموم المحافظات بأن تتفاعل مع ما سيثار من خلال تلك الآلية، وتسهم بدورها في مناقشة القضايا المطروحة والإفصاح عن رأيها في وسائل الإعلام، ولاسيما الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة، وبذلك سنجد أمامنا رأياً عاماً فاعلاً ومتفاعلاً، وهي بداية تأسيس أرضية صلبة تقف عليها مؤسسات المجتمع المدني. مسك الختام، عبارة خالد محمد خالد: «من هنا نبدأ!»، وأسأله تعالى أن يوفقنا إلى ما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى