الايطاليون لم يزعجهم انتخاب بابا "أجنبي"

> الفاتيكان «الأيام» عن رويترز :

> على مدى قرون كان بابا الكاثوليك دائما ايطاليا. لكن الزمن تغير حتى في الفاتيكان واختار الكرادلة "أجنبيا" ليصبح الرئيس الجديد للكنيسة.

وكان البابا الراحل البولندي يوحنا بولس الثاني أول بابا غير ايطالي منذ 455 عاما.
ولم يحدث أن اعتلى اثنان غير ايطاليين الكرسي الرسولي على التوالي منذ قرن من الزمان.

ولكن الآن وقد تولى رئاسة الكنيسة البابا الالماني بنديكت السادس عشر يبدو أن معظم الايطاليين لم يزعجهم أن تفقد ايطاليا البابوية مرتين متتاليتين.

وقال انطونيو مالفا (33 عاما) وهو موظف في بنك "صحيح أن الفاتيكان موجود في إيطاليا. ولكن لسنا الكاثوليك الملتزمين الوحيدين الذين يجب أن يكون البابا منهم."

وأضاف "الواقع أن مركز الكنيسة من حيث عدد المؤمنين هو في امريكا اللاتينية وافريقيا. وقد فوجئت لأنهم لم يختاروا واحدا من هناك. أما عن المسألة الايطالية فهذا جزء من التاريخ."

وقال باسكوال ميجيلياتسا وهو سائق سيارة اجرة ان من الواجب أن تتقاسم الامم البابوية في المستقبل كي تكون ممثلة للكنيسة الحقيقية.

وأضاف "هذا منصب يجب أن يتواصل من يشغله مع الجميع وليس مع الايطاليين وحدهم. فمن الواجب أن يتكلم )البابا( لغات أجنبية وتكون لديه رؤية عالمية للامور وأن يحب الناس جميعا. وبعض كرادلتنا لا يتكلمون حتى الانجليزية ناهيك عن الاسبانية والصينية."

ورغم ما تردد قبل انعقاد مجمع الكرادلة عن الاتجاه الى انتخاب بابا من امريكا اللاتينية حيث يوجد 43 في المئة من كاثوليك العالم البالغ عددهم 1.1 مليار نسمة فإن البعض يرى أن هناك مبررات سياسية وروحية أعمق لبقاء البابوية في أوروبا في
الوقت الحاضر.

وكتبت صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية "هنا )في أوروبا( يجب أن تعالج الكنيسة مشكلة تراجع المسيحية... ولكن أكثر من هذا فإن الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع أن تتحدث الى قوى العالم الجديد والى واشنطن القوة العظمى بدون عصبية أو عقدة نقص إلا إذا قامت على تقاليد أوروبا اليونانية-الرومانية والمسيحية-اليهودية التي ترجع الى قرون مضت."

ويمثل البابا للكثيرين في جميع أنحاء العالم مرشدا روحيا. ولكن في ايطاليا لعب البابوات تاريخيا دورا سياسيا قويا وتدخلوا علنا في الحياة السياسية.

وعندما تولى البابا يوحنا بولس الثاني في 1978 فإنه ترك التدخلات السياسية للاساقفة الايطاليين وهو ما يتوقع أن يفعله بنديكت وإن كان سيسمع العالم آراءه في المسائل الاخلاقية مثل الاجهاض وقتل الرحمة.

ورغم انه الماني فقد رحب كثير من الايطاليين بانتخابه لأنه يعمل في الفاتيكان منذ 24 عاما. وتصدر صحيفة المساجيرو عنوان يقول "روما ترحب بأسقفها" وكتبت ان "جنسية البابا لم تعد أهم شيء. وعلى أية حال فإن جوزيف راتسينجر روماني أكثر مما هو ألماني."

لكن بعض الايطاليين قد يجدون صعوبة في تقبل البابا الجديد الذي يبدو مثقفا باردا بالمقارنة مع سلفه المريض الذي بدا لهم اشبه بجد حنون.

وقال بييترو كريسبي (85 عاما) "يبدو راتسينجر أكثر برودا وتباعدا. ولعل ا للهجة الالمانية لا تساعده إذ تعيد الى الاذهان ذكريات الحرب. ولكن لا أحد يدري ربما حين نألفه سنجد فيه شيئا من دفء البحر المتوسط."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى